حدّثني عنه أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري. وقال لي : سمعت منه بالأنبار.
سكن بغداد وصاهر أبا الحسين بن بشران على ابنته ؛ وحدّث عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي صاحب علي بن حرب ، وعن محمّد بن العبّاس بن الفضل الخيّاط الموصلي ، وغيرهما. كتبت عنه وكان شيخا صدوقا ، فاضلا كثير الدرس للقرآن.
بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة وتوفي يوم الثلاث ، لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة عشر وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب.
كان ظريفا أديبا ، حسن العشرة ، صلف النفس ، مليح الشعر ، ومن شعره ما : أنشدنيه أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبريّ قال : أنشدني أبو بكر العنبريّ لنفسه :
ما أبالي إذا حملت على الإخوا |
|
ن ثقلي ودنت بالتّخفيف |
ورفضت الكثير من كلّ شيء |
|
وتقنّعت بالقليل اللّطيف |
ورآني الأنام طرّا بعي |
|
ني زاهد في وضيعهم والشّريف |
أنا عبد الصّديق ما صدق الو |
|
دّ وبعض الأنام عبد الرّغيف |
قال : وأنشدني أبو بكر العنبريّ أيضا لنفسه :
إنّي نظرت إلى الزّما |
|
ن وأهله نظرا كفاني |
فعرفته وعرفتهم |
|
وعرفت عزّي من هواني |
فلذاك أطّرح الصّدي |
|
ق فلا أراه ولا يراني |
وزهدت فيما في يدي |
|
ه ودونه نيل الأماني |
فتعجّبوا لمقالة |
|
وهب الأقاصي للأداني |
وانسلّ من بين الزّحام |
|
فما له في الخلق ثاني (٣) |
__________________
(١) ١٢٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٩٦٧ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٤ / ١٦٩.
(٢) ١٢٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٩٦٨ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٨.
(٣) انظر الأبيات في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٨.