مات أبو العلاء في ليلة الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، ودفن يوم الثلاثاء في داره وصليت عليه.
وحدّثني من سمعه يقول : ولدت لعشر خلون من صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
سمع علي بن محمّد بن لؤلؤ ، وأبا الحسين بن البواب ، وأبا العبّاس بن مكرم ، وأبا الحسين بن سمعون.
وكانت سماعاته قد ذهبت إلّا شيئا يسيرا عن ابن سمعون. كتبت عنه ، وكان صدوقا يسكن درب الآجر في جوار الأزهريّ.
نبأنا أبو بكر محمّد بن علي المطرز ، نبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ ، نبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة الدمشقي ـ بدمشق ـ نبأنا الوليد بن مروان ، نبأنا جنادة ـ يعني ابن مروان ـ نبأنا الحارث بن النّعمان اللّيثي ابن أخت سعيد بن جبير قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لو أقسمت لبررت : أن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر ـ يعني المؤذّنين ـ وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم (٢)».
سألت المطرز عن مولده فقال : في سنة أربع أو خمس وخمسين وثلاثمائة. الشك منه ـ ومات في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
صاحب التصانيف على مذاهب المعتزلة. بصري سكن بغداد ودرس بها الكلام إلى حين وفاته ؛ وكان يروي حديثا واحدا سألته عنه فحدّثنيه من حفظه قال :
قرئ على هلال بن محمّد بن أخي هلال الرأي بالبصرة ـ وأنا أسمع ـ قيل له : حدثكم أبو مسلم الكجي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والغلابي والمازني والزّريقي. قالوا : نبأنا القعنبي عن شعبة ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود
__________________
(١) ١٤١١ ـ هذه الترجمة برقم ١٠٩٥ في المطبوعة.
(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٠٩٠١ ، ٣٤٤٨٢. وكشف الخفا ١ / ٤٦١.
(٣) ١٤١٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٠٩٦ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٠٠ ، ٣٠١.