سكن بغداد وحدّث بها عن إبراهيم بن الحجّاج الشامي ، وعلي بن المدينيّ ، وعبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ ، وهدبة بن خالد ، و... (٢) ابن طلحة ، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ومحمّد بن الحسن بن تسنيم ، وغيرهم. روى عنه أبو جعفر اليقطيني ، وعبد العزيز بن جعفر الحربي ، وأبو حفص بن الزيّات ، وأحمد بن جعفر بن سالم ، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ ، وإبراهيم بن أحمد بن جعفر الجرمي ، وعلي بن أحمد السّكريّ.
أخبرني محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي حامد بن محمّد الهرويّ يقول : كان أبو عبد الله القاضي ببغداد منصرفا من قضاء مصر ، وكان بمصر يعرف بأبي عبيد بن حربويه ، كان أولا يحدّث عن أبي الأشعث ، وعمر بن شبة ، وطبقتهما. ثم ارتقى إلى بندار وأبي موسى ، وطبقتهما. فلما كان بعد انصرافه من مصر إلى العراق حدّث عن إبراهيم بن الحجّاج الشامي وأبي الربيع الزهراني ، وطبقتهما. وكان إبراهيم بن محمّد ابن حمزة الأصبهاني يختص به ، فقال لي إبراهيم يوما : يا أبا علي إن أبا عبيد الله قال لي : عزمت أن أحدث عن أبي الوليد الطيالسي ، والخوصي ، ومسدد. قال ابن حمزة فقلت : الله الله!! فإنا نرحم أيها القاضي. قلت : وصاحب هذه القصة أبو عبد الله بن عبدة لا ابن حربويه. فإن أبا عبيد بن حربويه كان أحد الأمناء الأتقياء الصّالحين الصادقين ، ولم يرو عن إبراهيم بن الحجّاج ، وأبي الربيع شيئا ، ولا عن بندار وأبي موسى ، وإنما روايته عن أبي الأشعث وطبقته. ولعل إبراهيم بن حمزة حكى بما حكى لأبي علي الهرويّ عن أبي عبيد مطلقا ، غير مسمى ولا منسوب ، فظن أبو علي أنه أبو عبيد بن حربويه.
حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف السّهمي يقول : سألت الدّارقطنيّ عن محمّد بن عبدة بن حرب القاضي. فقال : لا شيء.
وقال الدّارقطنيّ : سمعت السبيعي يقول : كان يظهر جزءا من سماعه ويحدث به ـ يعني محمّد بن عبدة بن حرب ـ ثم بعد ذلك أخذ كتب الناس وحدّث بها ؛ ولم يكن له سماع ؛ ثم انكشف أمره.
__________________
(١) ١٢٠٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٩٢ في المطبوعة.
انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٣٤.
(٢) مكان النقط بياض في الأصول.