ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد العزيز
من أهل مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. كان على قضاء المدينة ؛ وعلى بيت مالها في زمن أبي جعفر المنصور ؛ وحدّث عن ابن شهاب الزّهريّ وغيره. روى عنه ابنه إبراهيم وورد بغداد غير مرة ، وكان من أهل الفضل موصوفا بالسخاء والبذل.
أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي. وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، أخبرني معاوية بن بكر الباهليّ. قال : سرت يوما بالعسكر بين محمّد بن عبد العزيز وبين عيسى بن يزيد بن داب. ومحمّد بن عبد العزيز يحدّثنا بلسان كأنه روح لا لحم فيه من رقته. قال عمي : وقلت لمعاوية بن بكر : فهل حدثكم ابن داب شيئا؟ فقال : معاذ الله. وهل كان يقدر أن يتحدث مع محمّد ابن عبد العزيز!
وأخبرنا علي قال : حدّثنا الذهبي والدّوريّ. قالا : حدّثنا الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الزّهريّ ، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد أن أباه محمّد بن عبد العزيز لما عزل عن قضاء المدينة وقف عليه داود بن سالم فقال :
وأمس كنت تحكم حين كنتا |
|
تريد الله جهدك ما استطعتا |
يذكرنا لأمس أراك بخ بخ |
|
غداة له يقول الناس أنتا |
فإن تعزل فليس بسوء شؤم |
|
أتاك اليوم منه ما أردتا |
فقال محمّد بن عبد العزيز لكاتبه محرز بن جعفر مولى أبي هريرة : يا محرز أعطه خمسين دينارا فإنه والله! علمي فيه إذا مدح نصح وإذا ذم شرح. فقال داود بن سالم : والله لقول محمّد في شعري كان أعظم قدرا عندي من عطيته.
قال الزّبير : حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الزّهريّ قال : ورد المدينة رجل من بني كلاب يستعين في حمالة. فأتى رجلا له نسب فدعى له بشربة سويق. وأتى محمّد ابن عبد العزيز الزّهريّ فأعطاه ثلاثين دينارا وحمله وكساه. فقال في ذلك :
__________________
(١) ١١٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٣ في المطبوعة.
انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٨.