أبو بكر بن هشام : ولدت في الحادي والعشرين من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة. ومات في يوم الأربعاء عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
كان من أهل الأدب ، حسن الشعر ، فصيح القول ، مليح النظم ، سافر في حداثته إلى الشام فسمع بدمشق من أبي الحسين المعروف بأخي تبوك ، ثم عاد إلى بغداد وقد كف بصره ، فأقام بها إلى حين وفاته ، سمعت منه الحديث وعلقت عنه مقطعات من شعره وقيل : إنه كان رافضيّا شديد الترفض.
قال لي أبو القاسم الأزهريّ : كان أبو الخطّاب الجبليّ معي في المكتب ، فكان أحسن الناس عينين ، كأنهما نرجستان ثم سافر وعاد إلينا وقد عمى.
أخبرني أبو الخطّاب الجبليّ ، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابيّ ـ بدمشق ـ أخبرنا طاهر بن محمّد بن الحكم التميميّ ، أخبرنا هشام بن عمّار ، نبأنا الوليد ، نبأنا الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن محمّد بن إبراهيم قال : حدّثني عيسى بن طلحة قال : حدّثتني عائشة. قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو يعلم الناس ما في صلاة الغداة والعتمة لأتوهما ولو حبوا (٢)».
أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التّنوخيّ قال : أنشدنا أبو العلاء أحمد ابن عبد الله بن سليمان المقرئ ، لنفسه ـ يجيب أبا الخطّاب الجبليّ عن أبيات كان مدحه بها عند وروده معرة النّعمان :
أشفقت من عبء البقاء وعابه |
|
ومللت من أري الزّمان وصابه |
ووجدت أحداث اللّيالي أولعت |
|
بأخي النّدى تثنيه عن آرابه |
وأرى أبا الخطّاب نال من الحجى |
|
خطّا رواه الدّهر عن خطابه |
لا تطلبنّ كلامه متشبّها |
|
فالدّرّ ممتنع على طلّابه |
أثنى وخاف من ارتجال ثنائه |
|
عنّي فقيّد لفظه بكتابه |
كلم كنظم العقد يحسن تحته |
|
معناه حسن الماء تحت حبابه |
__________________
(١) ١٤١٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٠٩٨ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ١٨٣.
(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٧٩٦. والدر المنثور ١ / ٢٩٩. وكشف الخفا ٢ / ٢٤٦. وكنز العمال ١٩٤٧٠.