من أهل مكة. ولى القضاء ببغداد بعد محمّد بن عمر الواقديّ ، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج ، وروى عنه محمّد بن الحسن بن زبالة المخزومي.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي سلمة بن سفيان ابن عبد الأسد من ولد أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد ، استقضاه أمير المؤمنين موسى على مكة ، وكان قد استخلفه على القضاء بمكة محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي المعروف بالأوقص حين توفي ، فولاه أمير المؤمنين موسى القضاء وأقره أمير المؤمنين الرشيد حتى صرفه المأمون ، فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.
وقال الزّبير : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : كنت عند أمير المؤمنين الرشيد فقال له بعض جلسائه في محمّد بن عبد الرّحمن : هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء فقلت : لا يضيع فتى من قريش في مجلس أنا فيه ، فأقبلت عليهم فقلت لهم : وهل عاب الله أحدا بالحداثة؟ أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه؟ وقد قال الله تعالى : (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء ٦٠]. فقال لهم أمير المؤمنين : صدق ؛ أنا حدث السن أتعيبونني بالحداثة؟ وأقره على القضاء.
أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما توفي الواقديّ استقضى المأمون أبا عمر محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي قاضي مكة ، وهو رجل من أهل العلم حسن الطريقة فلم يلبث إلّا يسيرا حتى عزله ، وقد روى عنه الحديث.
قلت : وكانت ولايته أيضا بعسكر المهدي من شرقي بغداد ، وذلك في سنة ثمان ومائتين. ولما عزل لحق بمكة فأقام بها إلى أيام المعتصم ، قدم بغداد وافدا عليه.
فأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وشهدت محمّد بن عبد الرّحمن القاضي المخزومي جاء إلى سليمان بن حرب ، وكان
__________________
(١) ١١٠٦ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٠ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٨١.