رازيّ الأصل. كان يسكن باب الشام. وحدّث عن أبي عمرو بن السّمّاك. حدّثني عنه أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن المهدي الهاشميّ.
وذكر لي أنه كان أحد الشهود المعدلين ، وأنه كان رجلا من أهل القرآن كثير الصلاة والتهجد ، قال : ومات في جمادى الأولى من سنة عشر وأربعمائة.
قدم علينا في سنة ست وأربعمائة ، وكان يملى في جامع المنصور بعد أبي الحسن بن رزقويه ، وكتبنا عنه أماليه ، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن أبي عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، ومحمّد بن جعفر الأدميّ ورضوان بن أحمد بن غزوان ، ومحمّد بن الحجّاج السّلميّ الرقيين ، والحسن بن علي بن الدقم الكوفيّ ، وغيرهم.
وحدّثنا أيضا عن أبي الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ـ وذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة بحديث أبي الطّيّب هذا عن أحمد بن منصور الرمادي وجماعة من القدماء ، وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ ، إلّا أنه كان شيخا مستورا صالحا ، فقيرا مقلا ، معروفا بالخير وكان مغفلا مع خلوه من علم الحديث. وحدّثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.
ولقد حدّثنا في مجلس الإملاء فقال : حدّثنا أبو الحسن علي بن العبّاس المقانعي وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن على الخطأ لأني لا أعلم من حدثه به عن المقانعي ، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم أقف على أنه وهم فأسأله عنه وحدّثنا يوما آخر فقال : حدّثنا محمّد بن علي بن حبيب الرّقيّ المري الطرائفي وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم ، والله أعلم.
حدّثني الأزهريّ قال : أخبرني أبو بكر الهيتي أن مولده في يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وبلغنا أنه توفي يوم عيد الفطر من سنة عشر وأربعمائة ، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت فأدركه أجله بالأنبار ودفن بها.
ثم حدّثني بعض الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت ، فالله أعلم.
__________________
(١) ١٠٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٦ في المطبوعة.
(٢) ١٠٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٧ في المطبوعة.