أنبأنا أبو بكر البرقاني حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حدّثنا علي بن الحسن الأنصاريّ ـ من ولد أبي أيّوب. حدّثنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن علي عن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : «أربعة من كنز الجنة : إخفاء الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وصلة الرحم ، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله (١)».
قال البرقاني قال لنا أبو الحسن : لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج : توفى أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن محمّد ابن بنت كعب البزّاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
سامري الأصل ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان جده أبا أمه ، وأنه حدثه عن محمّد بن أبي العوّام الرياحي ومحمّد بن يونس الكديمي. وقال : غرق ببغداد بين الجسرين في المحرم من سنة ثلاثين وثلاثمائة. وذكر في موضع آخر أنه غرق في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن عمي (٤) حدّثنا محمّد ابن القاسم الصّابونيّ البغداديّ حدّثنا محمّد بن الحسن بن سماعة حدّثنا نهشل بن كثير عن أبيه. قال : أدخل الشّافعيّ يوما إلى بعض حجر هارون الرشيد يستأذن على أمير المؤمنين ـ ومعه سراج الخادم ، فأقعده عند أبي عبد الصّمد مؤدب أولاد الرشيد ، فقال سراج للشافعي : يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين وهذا مؤدبهم ، فلو أوصيته بهم. فأقبل على أبي عبد الصّمد فقال له : ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك ، فإن أعنتهم معقودة بفيك ، فالحسن عندهم ما تستحسنه ، والقبيح عندهم ما تركته ، علمهم كتاب الله ، ولا تكربهم عليه ، فيملوا ، ولا تتركهم فيهجروه ، ثم روهم من الشعر أعفه ، ومن الحديث أشرفه ، ولا تخرجنهم من علم إلى غيره حتى يحكموه ، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للسمع.
__________________
(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢١٢. وكنز العمال ٤٣٤٢٠.
(٢) ١٥٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٦ في المطبوعة.
(٣) ١٥٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٧ في المطبوعة.
(٤) هكذا في الأصل.