قال : ولا تزال الغرفة التي ولد فيها السيّد جمال الدين في دار والده الواقعة في محلّة سيّدان (أي السادات) على حالها حتّى اليوم ، وتعرف أسد آباد عند أهل القرى المجاورة لها بقرية السيّد جمال الدين.
وقال : إنّ السيّد محمود المذكور أهدى إليه نسخة من كتاب فارسيّ فيه تاريخ حياة السيّد جمال الدين منذ ولادته حتّى وفاته ، [ألّفه] ابن أخت السيّد جمال الدين الميرزا لطف الله الأسد آبادي ، وأمّه السيّدة طيّبة بيگم بنت السيّد صفدر أخت جمال الدين وهو صاحب المذكّرات عن خاله المذكور بالفارسيّة المطبوعة في برلين ، والسيّد جمال الدين مذهبه شيعيّ إمامي اثنا عشريّ كما هو مذهب آبائه وأجداده وعشيرته وأهل بلده.
أقوال المترجمين فيه :
أطنب العلّامة المعاصر السيّد محسن العاملي في ترجمته في أعيان الشيعة فقال ما خلاصته : إنّ السيّد جمال الدين كان ذكيّا متوقّد الذكاء فصيح الكلام بليغه ، عالي الهمّة ، قليل النوم ، كثير التفكير ، سريع البديهية ، حسن الأخلاق ، يتقن اللغات العربيّة والفارسيّة والانكليزيّة وآدابها ، وقليلا من التركيّة والفرنسيّة ، له جاذبيّة لكلّ من حادثه وجالسه ، ميّال بطبعه إلى الحركة ومعارضة الحكّام والدعوة إلى الإصلاح ، وكان يتلوّن في لباسه تارة بالعمامة الإيرانيّة السوداء الكبيرة والعباءة ، وأخرى باليشماغ والعقال اللفّ ، وثالثة بالعمامة البيضاء والطربوش والجبّة ، ورابعة بالطربوش بدون عمامة ، وهو مسلك جماعة من الناس في كلّ عصر وزمان ؛ فالناس مختلفون بطباعهم وميولهم وعقولهم ونفوسهم وأخلاقهم وسجاياهم كاختلافهم بألوانهم وألسنتهم وقبائلهم وشعوبهم ودياناتهم.