والربيع بن أنس ، وابن زيد : هي الأعمال الصالحة من العبادات. وقال الحسن وقتادة : هي شفاعة محمد صلىاللهعليهوسلم. وقال زيد بن أسلم وغيره : هي المصيبة بمحمد صلىاللهعليهوسلم. وقال ابن عباس وغيره : هي السعادة السابقة لهم في اللوح المحفوظ. وقال مقاتل : سابقة خير عند الله قدموها. وإلى هذا المعنى أشار وضاح اليمن في قوله :
مالك وضاح دائم الغزل |
|
ألست تخشى تقارب الأجل |
صل لذي العرش واتخذ قدما |
|
ينجيك يوم العثار والزلل |
وقال قتادة أيضا : سلف صدق. وقال عطاء : مقام صدق. وقال يمان : إيمان صدق. وقال الحسن أيضا : ولد صالح قدموه. وقيل : تقديم الله في البعث لهذه الأمة وفي إدخالهم الجنة ، كما قال : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» وقيل : تقدم شرف ، ومنه قول العجاج :
ذل بني العوام من آل الحكم |
|
وتركوا الملك لملك ذي قدم |
وقال الزجاج : درجة عالية وعنه منزلة رفيعة. ومنه قول ذي الرمة :
لكم قدم لا ينكر الناس أنها |
|
مع الحسب العادي طمت على البحر |
وقال الزمخشري : قدم صدق عند ربهم سابقة وفضلا ومنزلة رفيعة ، ولما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة الجميلة والسابقة قدما ، كما سميت النعمة يدا ، لأنها تعطى باليد وباعا لأن صاحبها يبوع بها فقيل لفلان : قدم في الخير ، وإضافته إلى صدق دلالة على زيادة فضل وأنه من السوابق العظيمة. وقال ابن عطية : والصدق في هذه الآية بمعنى الصلاح ، كما تقول : رجل صدق. وعن الأوزاعي : قدم بكسر القاف تسمية بالمصدر قال : الكافرون. ذهب الطبري إلى أنّ في الكلام حذفا يدل الظاهر عليه تقديره : فلما أنذر وبشر قال الكافرون كذا وكذا. قال ابن عطية : قال الكافرون : يحتمل أن يكون تفسيرا لقوله : أكان للناس وحينا إلى بشر عجبا قال الكافرون عنه كذا وكذا.
وقرأ الجمهور والعربيان ونافع : لسحر إشارة إلى الوحي ، وباقي السبعة ، وابن مسعود ، وأبو رزين ، ومسروق ، وابن جبير ، ومجاهد ، وابن وثاب ، وطلحة ، والأعمش ، وابن محيصن ، وابن كثير ، وعيسى بن عمرو بخلاف عنهما لساحر إشارة إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وفي مصحف أبي ما هذا إلا سحر. وقرأ الأعمش أيضا : ما هذا إلا ساحر. قال ابن عطية :