السبع العجاف بقرات ، كأنه قيل : سبع بقرات عجاف ، أو بقرات سبع عجاف. وجاء جمع عجفاء على عجاف ، وقياسه عجف كخضراء أو خضر ، حملا على سمان لأنه نقيضه. وقد يحمل النقيض على النقيض ، كما يحمل النظير على النظير. والتقسيم في البقرات يقتضي التقسيم في السنبلات ، فيكون قد حذف اسم العدد من قوله : وأخر يابسات ، لدلالة قسميه وما قبله عليه ، فيكون التقدير : وسبعا أخر يابسات. ولا يصح أن يكون وأخر مجرورا عطفا على سنبلات خضر ، لأنه من حيث العطف عليه كان من جملة مميز سبع ، ومن جهة كونه أخر كان مباينا لسبع ، فتدافعا بخلاف أن لو كان التركيب سبع سنبلات خضر ويابسات ، فإنه كان يصح العطف ، ويكون من توزيع السنبلات إلى خضر ويابسات. والملأ : أشراف دولته وأعيانهم الذين يحضرون عند الملك. وقرأ أبو جعفر : بالإدغام في الرؤيا ، وبابه بعد قلب الهمزة واوا ، ثم قلبها ياء ، لاجتماع الواو والياء ، وقد سبقت إحداهما بالسكون. ونصوا على شذوذه ، لأن الواو هي بدل غير لازم ، واللام في الرؤيا مقوية لوصول الفعل إلى مفعوله إذا تقدم عليه ، فلو تأخر لم يحسن ذلك بخلاف اسم الفاعل فإنه لضعفه قد تقوى بها فتقول : زيد ضارب لعمر وفصيحا. والظاهر أن خبر كنتم هو قوله : تعبرون. وأجاز الزمخشري فيه وجوها متكلفة أحدها : أن تكون الرؤيا للبيان قال : كقوله : وكانوا فيه من الزاهدين ، فتتعلق بمحذوف تقديره أعني فيه ، وكذلك تقدير هذا إن كنتم أعني الرؤيا تعبرون ، ويكون مفعول تعبرون محذوفا تقديره تعبرونها. والثاني : أن تكون الرؤيا خبر كان قال : كما تقول : كان فلان لهذا الأمر إذا كان مستقلا به متمكنا منه ، وتعبرون خبرا آخر أو حالا. والثالث : أن يضمن تعبرون معنى فعل يتعدى باللام ، كأنه قيل : إن كنتم تنتدبون لعبارة الرّؤيا ، وعبارة الرّؤيا مأخوذة من عبر النهر إذا جازه من شط إلى شط ، فكان عابر الرّؤيا ينتهي إلى آخر تأويلها. وعبر الرّؤيا بتخفيف الباء ثلاثيا وهو المشهور ، وأنكر بعضهم التشديد ، وأنشد المبرد في الكامل قول الشاعر :
رأيت رؤيا ثم عبرتها |
|
وكنت للأحلام عبارا |
وأضغاث جمع ضغث أي تخاليط أحلام ، وهي ما يكون من حديث النفس ، أو وسوسة الشيطان ، أو مزاج الإنسان. وأصله أخلاط النبات ، استعير للأحلام ، وجمعوا الأحلام. وأن رؤياه واحدة إما باعتبار متعلقاتها إذ هي أشياء ، وإما باعتبار جواز ذلك كما تقول : فلان يركب الخيل وإن لم يركب إلا فرسا واحدا ، تعليقا بالجنس. وإما بكونه قص