نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥)
رب : حرف جر لا اسم خلافا للكوفيين والأخفش في أحد قوليه ، وابن الطراوة ومعناها في المشهور : التقليل لا التكثير ، خلافا لزاعمه وناسبه إلى سيبويه ، ولمن قال : لا تفيد تقليلا ولا تكثيرا ، بل هي حرف إثبات. ودعوى أبي عبد الله الرازي الاتفاق على أنها موضوعة للتقليل باطلة ، وقول الزجاج : إن رب للكثرة ضد ما يعرفه أهل اللغة ليس بصحيح ، وفيها لغات ، وأحكامها كثيرة ذكرت في النحو ، ولم تقع في القرآن إلا في هذه السورة على كثرة وقوعها في لسان العرب.
ذر : أمر استغنى غالبا عن ماضيه بترك ، وفي الحديث : «ذروا الحبشة ما وذرتكم» لوما : حرف تحضيض ، فيليها الفعل ظاهرا أو مضمرا ، وحرف امتناع لوجود فيليها الاسم مبتدأ على مذهب البصريين ومنه ، قول الشاعر :
لو ما الحياء ولو ما الدين عبتكما |
|
ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري |
وقال بعضهم : الميم في لو ما بدل من اللام في لو لا ، ومثله : استولى على الشيء واستوما. وخاللته وخالمته فهو خلي وخلمي أي : صديقي. وقال الزمخشري : لو ركبت مع لا وما لمعنيين ، وأما هل فلم تركب إلا مع لا وحدها للتحضيض انتهى. والذي أختاره البساطة فيهما لا التركيب ، وأنّ ما ليست بدلا من لا. سلك الخيط في الإبرة وأسلكها أدخله فيها ونظمه. قال الشاعر :
حتى إذا سلكوهم في قتائدة |
|
شلا كما تطرد الحمالة الشردا |
وقال الآخر :
وكنت لزاز خصمك لم أعود |
|
وقد سلكوك في يوم عصيب |
الشهاب : شعلة النار ، ويطلق على الكوكب لبريقه شبه بالنار. وقال أبو تمام :
والعلم في شهب الأرماح لامعة |
|
بين الخميسين لا في السبعة الشهب |
اللواقح : الظاهر أنها جمع لاقح أي : ذوات لقاح كلابن وتامر ، وذلك أنّ الريح تمر على الماء ثم تمر على السحاب والشجر فيكون فيها لقاح قاله الفراء. وقال الأزهري :