صاحبنا يكتفي بسرد الحوادث دون أن يذكر تاريخها. ولكن يظهر من سياق الحديث أن الغزو الوهابي كان خلال صيف سنة ١٨١٣ م.
وبعد أن ربح الدريعي معركة حماة قطع الفرات ، واجتاز الجزيرة ، ودخل حدود العجم ، ثم تابع رحيله مع لاسكاريس والصايغ وبعض أمراء البادية إلى بلاد كرمان ، ووصل إلى نهر خراسان وأرض الهندوان ، وذلك بعد مسير اثنتين وأربعين مرحلة كبيرة ، وحل أخيرا على الأمير سعد البخاري ، وتمّ الاتفاق معه. ودخل أيضا بالحلف الأمير الرّديني ، شيخ عرب العجم ، وهو رجل من الرافضة لا يأكل مع أهل السنة.
وهكذا توصل الدريعي إلى تحقيق مآرب لاسكاريس ، فتم على يده اتحاد معظم القبائل العربية من بر الشام إلى حدود الهند ، وتحالفت معه ضد الأروام أي الأتراك ، واتفقت على مساعدة الجيش الذي سيمر بالشرق عبر الصحارى ، وينوي السيطرة على طريق الهند.
ويذكر الصايغ أسماء القبائل التي دخلت في هذا الحلف ، وأسماء شيوخها وعدد المقاتلين ، ونجد جدولا لها في آخر المذكرات ، فكان المجموع خمسا وأربعين قبيلة تعد نحو ألف ألف نفس.
وعاد الدريعي إلى الجزيرة بعد أن تحالف مع عرب العجم ، ثم سار مع أصحابه قاصدا برّ الشام ، إذ أتته رسالة من عبد الله بن مسعود يطلب حضوره إلى الدرعية. فتشاور القوم فيما بينهم وتم قرارهم على تلبية دعوة الإمام الوهابي ، وعلى إرسال وفد يضمّ الدريعي وبعض ذوي قرابته والصايغ وعددا من العبيد. أما لاسكاريس فإنه رأى من الأنسب أن يبقى مع سائر أفراد القبيلة.
ويتابع الصايغ وصف رحلته فيتحدث عن وصول الوفد إلى الدرعية ونزوله في ضيافة ابن سعود الذي كان حاقدا على الدريعي ، فاستقبله استقبالا سيئا ، ثم أمر بالحوطة عليه وعلى أعضاء الوفد. وبعد أخذ ورد تم الصلح بين الطرفين ، على أن يكون الدريعي «سلطان الشمال» وابن سعود «سلطان القبلة» ، وعلى أن «يكونا روحين في جسد واحد» ، كما جاء في مذكرات الصايغ. فتمكن عندئذ