[المبارزة]
ثم وفي تلك الغضون ، إذ نزل إلى الميدان فارس من فرسان العدو مدرع ، في رأسه خوذة من البولاذ ، وأنف نازل على وجهه من البولاذ ، وعكس صفائح البولاذ ، وقميص زرد بولاذ وجزمة بولاذ ، والفرس مدرعة أيضا. فهذا اسمه مدرّع. وكان عندهم من هذا الشكل عشرون واحدا وكان عندنا أثنا عشر فقط. فنزل الفارس المدرع المذكور إلى الميدان وطلب الدريعي. وهذه عادة قديمة عندهم كان من ينزل الميدان يطلب الشخص الذي يريده. وعلى المطلوب أن ينزل وإن لم ينزل يكون ذلك عارا عظيما عليه. فحين سمع الدريعي ذلك الطلب نهض قائما حتى ينزل إلى الميدان. فما استصوبنا نزوله خوفا من خطر ما يحصل له لا سمح الله ، فيخرب شغلنا جميعه. فقمنا كلنا ضده ومنعناه عن النزول لحرب ذلك الفارس. الذي ٢ / ٩١ يطلبه ، بينما هو كان يعمل / كل جهده ليتخلص من أيدينا ويريد أن ينزل الميدان ، حتى اضطررنا أن نربطه بالحبال وندق له سككا مثل الخيل ونقعد فوق السكك خوفا من أن يقلع السكك ويذهب. ولم يزل الفارس المدرع يصيح ويصرخ (١) ويقول للدريعي : يا من عاين اليوم يومه ، أود أن أراه في هذا الميدان حتى أعدمه حياته. وكلما سمع الدريعي ذلك يهيج مثل الجمال وتحمر عيناه ويشد على السكك حتى يقلعها ويروح. ونحن نعمل كل جهدنا حتى لا ندعه ينزل إذ يحصل لنا ضرر عظيم في الحاضر والمستقبل إن حدث له أمر لا سمح الله.
__________________
(١) «يعيط».