[أحوال ابن سعود والدعوة الوهابية]
وأما بخصوص ابن سعود فهو فصيح جدا متكلم ، ديوان حكي ، وعنده علماء ١ / ١١٢ عارفون بأمور ديانتهم ، وربما بلغك أيها القارئ أن الوهابي كان أرسل قديما عالما مجادلا للشام / وغلب علماء الشام جميعهم ، وهذا شيء مشهور عند كافة الناس. وحين كان يتكلم معي ويسألني كان عنده بعض العلماء ، فما فتح أحد منهم فمه ليقول كلمة واحدة ، وبما أنه هو الذي كان يتكلم فلم يجرؤ أحد من الحاضرين أن يتكلم بشيء ما من غير إذنه. فبعد ذلك انفرط الديوان وذهب كل واحد إلى محله.
وثاني يوم قضينا نهارنا بالفحص عن أحواله ، وترتيب حكمه ونظامه ، فقد فهمنا جيدا أن أولا له ولدين قد زوجهما وبنتا لم تزل عزباء. وله امرأة واحدة أم البنت وصبي واحد ، وله جارية سرية ، له منها ولد كبير. وأما بخصوص ترتيب حكمه فإنه يستند في كل أموره إلى الدين. حتى أنه حين ينصّب حاكما من طرفه على بعض الأماكن الخاضعة لحكمه ، يأكل معه ، ثم يتوضأن ويصليان سوية ، وبعد ذلك يقلده سيفا ، ويقول له هكذا : «قد اقمتك بأمر الله على عباد الله ، فاعدل في الرعية وأفصل في القضية واقسم بالسوية ، واقبض الجزية واضرب أعناق السنّية (١) ولا تدع مشركا يستقر في حكمك () (٢)». ثم يعطيه ورقة مختومة
__________________
(١) كذا ، وهو يريد أهل السنة.
(٢) كلمة غير مقرؤة لأنها مخيطة في جلد الكتاب.