[نهاية الرحلة]
ثم من الآن وبعده سنتكلم على ختم السيرة لكي يكون مربوطا بالكراس الرابع عشر ، حتى يعلم القارئ كيف كان منتهى سياحتنا.
فمن بعد وصولنا إلى جبال شمّر والجوف ، أصابتنا تلك ريح السموم كما مرّ في الكراس ٢ / ١٢٦ الرابع عشر ، ثم لم نزل نتنقل مع العربان إلى بلاد حوران ونزلنا إلى دمشق. / وسرنا إلى حلب ، ومن هناك أردنا الذهاب برا إلى اسلامبول إذ كان بلغنا حضور بونابارته بالجيش العظيم إلى بلاد المسكوب (١). ثم لم نزل نتنقل من بلد إلى بلد وحدنا ، من غير مرافقة قفل ، إذ لم يتيسر لنا قافلة وقتئذ ، فقط الخواجه لاسكاريس وأنا وخادم أرمني ، وكان فصل الشتاء ، وقد انقطعت الطرق من الثلج والبرد الشديد وأثناء مسيرنا في إحدى القرى ماتت فرسي النجدية العظيمة التي كان أهدانيها الوهابي ، وكنت مزمعا على إعطائها إلى اللاجي (٢) واستنفع
__________________
(١) يخبط الصائغ بالتاريخ خبط عشواء ، لأن نابليون احتل موسكو في ١٥ أيلول سنة ١٨١٢. ومن سياق الحديث يستدل على أن الذهاب إلى اسلامبول كان سنة ١٨١٤ أو شتاء سنة ١٨١٣.
(٢) كذا ولعله يريد الألجي أي السفير.