[تقاليد العرب وعاداتهم ومعتقداتهم]
نقول أن بعد ظهور الوهابي في بلاد الدرعية ، تبعت طريقته السهلة المعلومة جميع القبائل والعشائر التي كانت قريبة منه ، مثل بلاد نجد واليمن وجبال شمر والحجاز. فالبعض منها خوفا من شره والبعض منها استحسنت مذهبه وصارت معه ، والبعض منها أملا بالكسب ، لأنه قادم على حروب وفتح بلاد وضرب قبائل ، فطمعا بالنهب والسلب تبعوه. وأما عرباننا الذين نحن عندهم ، وهم عربان الهند والبصرة وبغداد والعراق وسورية وحوران وبلاد الجليل وغير وغير ، فهؤلاء ظلوا على حالهم لعدة أسباب : أولا لأنهم بعيدون عن الوهابي ، ثانيا ليوفروا على أنفسهم الجزية ، ثالثا لأنهم يدخلون دائما إلى بلاد الإسلام [كذا](١) بسبب ما يحتاجون إليه من لوازمهم مثل فروات وكوفيات وخام ومشالح وغير أشياء تلزمهم ، رابعا لأجل وارداتهم وجعائلهم (٢) من تغفير الحج إلى مكة ، خامسا لأجل خوّاتهم (٣) التي لهم على القرى. فلهذه الأسباب فرزوا أنفسهم من الوهابي ، مع أن (٤) جميع العربان قريبون إلى طريقة الوهابي ، وكذلك عرباننا. لا يوجد غير الله ومحمد ، وهم يكرمون الإمام علي أكثر من غير أصحابه. وأكثر أيمانهم [على الحشيش] ، فهم يقطعون الحشيش ويحلفون : «وحق من خلق
__________________
(١) راجع تعليقنا ص ٢٦٥ حاشية ٦.
(٢) «مداخيلهم ومعتاداتهم».
(٣) خوات ج. خوة.
(٤) «خوش».