[ريح السّموم]
١ / ١١٦ ثم ودعناه وخرجنا / من البلد ومعنا العبيد ، كل واحد راكب على هجين ، يقود فرس معلمه معه ، وكذلك طلع معنا جملة من الناس من الأكابر وذوي المناصب رافقونا نحو ساعة من الزمن وودعونا ثم رجعوا (١). وأما نحن فأخذنا الطريق الحجازي وقصدنا التوجه بالسلامة إلى بلاد حوران ، حسب الوعد مع عرباننا. فجدينا بالمسير ، وكل ليلة نبيت عند عرب ، لأن العربان في تلك الأماكن كثيرون جدا بسبب قربهم من الدرعية. ثم خامس يوم من سفرنا كنا نائمين عند قبيلة عرب يقال لها الهنادي (٢) ، فقمنا ثاني يوم لنسافر فوجدنا جميع الجمال طامرة رؤوسها بالرمل ، فعرفنا أن ريح السموم قادمة ويسمونها أيضا السنبلة (٣). فهذه الريح تحصل في البادية الحارة جدا. وقبل أن يعرف بها أحد تشعر بها الجمال أكثر من الجميع. وبسبب حكمتها كي لا يصيبها ضرر منها وتموت فإنها تطمر رؤوسها بالرمل وتدبير أقفيتها لملاقاة الهواء. وهي تشم رائحة ذلك الهواء قبل وصوله بساعتين أو ثلاث ساعات. وسبب طمر رؤوسها بالرمل فكي لا يدخل هذا الهواء الرديء الجهنمي في مناخيرها. فإذا قتلت
__________________
(١) جاء في ترجمة فرنيل : «فلما وصلنا إلى باب المدينة وقف الدريعي والتفت إلي وقال : تفضل واخرج أولا ، فإني واف بعهدي» ... ونلاحظ أن كل هذا المقطع لا وجود له في الأصل العربي ، وهو من مبتدعات لامرتين.
(٢) الهنادية ، من بني محمد من بني عمرو ، من حرب (الجاسر ، معجم القبائل ، ٢ ، ص ٨٨٨).
(٣) ولعله يريد الصّنبل أي الخبيث المنكر ، ومن عادة الصايغ أن يبدل الصاد بالسين.