[السفر إلى الدرعيّة]
١ / ١٠٥ وركبنا وكان عددنا اثني عشر نفرا لا غير ، / وهم الدريعي ، وابنه سعدون ، وابن أخيه الأمير هجري ، وابن عمه جبل الدريعي ، واثنان آخران من وجوه العرب ، وأنا ، لله عبد ، وخمسة عبيد لا غير كل واحد على هجين. فأول ليلة وصلنا عند عرب يقال لهم بني صلوب (١) الذين صنعتهم (٢) صيد النعام لأجل ريشه ، ويأتون به إلى القرى حيث يبيعونه ، وأهالي القرى يأخذونه إلى بغداد وحلب ودمشق ويبيعونه إلى تجار الإفرنج. وهؤلاء الناس مساكين جدا وفقراء ليس عندهم جمال ولا غنم بل حمير فقط. مأكولهم من لحم الغزلان وملبوسهم جلودها يفصلونها مثل أثواب البادرية (٣) ، بأكمام عريضة جدا ، [والثوب] مغلق من الأمام طويل ، يحنو على الأرض ، رؤيتهم تفزع إذ يظن الإنسان أنهم وحوش ، وبيوتهم صغار حقيرة جدا. أما زواجهم فهو مع بعضهم بالمراضاة : متى العريس رضي بالعروس وهي رضيت به. وتقدم العروس إلى أهلها من عريسها نصف ما يصطاده من الغزلان مدة سنة كاملة. وهؤلاء العرب يدّعون أنهم من أصل بني عبس قبيلة عنتر. فلم نتأكد من ذلك ، بل اعتمدنا على أن نحقق ونبحث عنه.
__________________
(١) الصّلبة أو صليب (زكريا ، عشائر الشام ، ٢ ص ١١٢ وما بعدها).
(٢) «كارهم».
(٣) أي الرهبان الفرنسيسكان ، من كلمة بادري أي بادره Padre ، أب.