[الصلح بين الدريعي ومهنا الفاضل]
وأما مهنا الفاضل فإنه كان يريد الحرب معنا لا سيما وقد اشتد ظهره بحكام حمص وحماة ، فأرسل ابنه فارسا ليطلب منهم العساكر والمعونة علينا ، فرأى الحال متغيرا جدا ، وحالا رمى حسن آغا المملوك متسلم حمص القبض عليه وعلى جميع من معه ، نحو عشرة فداوية ، وكبلهم بالزناجير ، وأفهمه أنه يفعل ذلك على حسب أمر الوزير ، لأنكم جئتم بالعرب الوهابيين الذين هم أعداؤنا ، وتريدون أن يملك الوهابي عربستان (١). فخاف فارس ابن مهنا جدا من ذلك وأرسل يخبر أباه بالذي جرى. وأما نحن ، فحين بلغنا ذلك ، أرسلنا حالا مرسالا (٢) إلى مهنا ننذره أن أستعد غدا للحرب والقتال فإننا محركون عساكرنا عليك. وكان مرادنا أن نحوطه بالمصائب من كل الأطراف. فحين وصل مرسالنا إليه ، وأخبره أن غدا صباحا سيشن عليه الدريعي الهجوم ، وكان علم قبل ذلك بقليل أن ابنه فارسا قد ألقي القبض عليه في حمص ، ومن جهة أخرى رأى أن عربه قليلون وأن الدريعي أولا أقوى ، وثانيا أن الحكام والوزير من طرفه ، فكبر عليه الوهم ودخل عليه باب الخوف ، فتلك الليلة رحل ليلا بكامل عربه ونزل إلى صدد ، عند الشيخ عساف ، يترجاه أن يمشي بالصلح ١ / ٧٩ ويصالحه مع الدريعي / إذ رأى أن الأمور عظمت عليه ولم يبق له ملجأ ، فخاف من الأعظم
__________________
(١) «عرب بستان».
(٢) رسول أو مرسل.