[ابتداء الحرب مع الوهابيين]
وفي اليوم التالي وصل خبر أن غزوا من عند الوهابي ضرب قبيلة ولد علي ، وغنم منها شيئا كثيرا ، لأنه غزو عظيم يدور في هذه الديرة ويفتت العربان (١) حتى أنه ابتدأ يدخل القرى ويبلص (٢) أصحابها. والعربان خائفة جدا منه ، والبعض منهم قرروا على إعطاء الزكاة ، أي عشر المال ، للوهّابي حتى يخلصوا من شره ، ويبقوا محسوبين من أتباعه وموهّبين ، لأن الذي يعطي الزكاة ويطيعه يقال عنه موهب (٣). فأعلمت الشيخ إبراهيم بهذا الخبر ، فاغتم جدا وقال : هذا ضد إرادتي ، والرأي عندي أن الدريعي يجب أن يكون ضد الوهابي ، ويعمل كل ما يستطيع ليجرّ إلى طرفه زيادة من القبائل ، وأما العربان التابعون للدريعي فيجب أن يكونوا جميعهم مطيعين له ، وعلى قلب ورأي وعمل واحد. فتكلمت مع المذكور بذلك وحسنت له الأمور بقولي له : اعلم أن الوهابي إذا لم يرتدّ من هذه الديرة سوف يملك كافة العربان ، ويجعلهم تابعين له ، وتكون أنت من جملتهم وتصير عبدا من بعد أن كنت أميرا وحرا وأكبر منه. فالأنسب قطع رجله من ديرتنا وافراز عربه عن عربنا. فحسنت عنده هذا الرأي ١ / ٤٧ وحالا اعتمد أن يضرب غزو الوهابي / ويلحقه في أي مكان كان ، ويظهر العداوة بينه وبين
__________________
(١) بالأصل : يفتت على العربان ، ولعل الصائغ يريد : يشتت شمل العربان.
(٢) يبتز الأموال.
(٣) كذا ، ولا أدري كيف ضبط هذه الكلمة : موهب أو موهّب. ونلاحظ أن الصائغ كثيرا ما يستعمل كلمة وهّابي.