[ميلادي استانوب]
/ / فنزلنا في بيت المعلم حاييم ، فترحب بنا بكل إكرام. وقبل كل شيء سألناه عن بنت سلطان الإنكليز. فأخبرنا أن ابنة أحد وزراء دولة الإنكليز ، يقال لها ميلادي استانوب ، تريد الإقامة بهذه الأقاليم لأن هواء بلادها لا يناسبها ، وذهبت إلى تدمر وطلبت من الباشا بولردي إلى حكام حماة وحمص. وهي الآن مقيمة [في حماة] وربطت أواصر الصداقة المتينة مع العرب ، وصاحبة كرم زائد ولا تزال تهب وتعطي ولا أحد يعرف حقيقة نيتها. فتشوشت أفكارنا من كلام المعلم حاييم ، وبما أن المذكور على علم بسبب سياحتنا فإنه حرص على أن نكون مطمئنين البال وقال : لا تخافوا ، أريد منكم فقط إن شاء الله أن تربطوا شغلكم جيدا مع العرب وكما يجب ، وأنا معكم دائما ، وأعمل كل ما أستطيعه لصالحكم. ثم اطلعنا أيضا على أحوال مهنا الفاضل وعلى الرباط الذي أجراه مع حكام حمص وحماة // (١) ، وطلبنا منه بولردي من قبل سعادة الوزير إلى حكام حمص وحماة يفسخ رباطهم مع مهنا ، ويطلب منهم أن يكونوا مساعدين للدريعي في كل ما يلزمه من الأمور والمصالح. فأحكم المعلم حاييم العمل ١ / ٧٧ مع سعادته وأخرج لنا بولردي عظيما مشددا جدا وكان مضمونه بهذه اللفظات : /
افتخار الأماجد الكرام ، أولادنا المحترمين ، وكيل متسلمنا بمحروسة حماة سليم بك ، ووكيل متسلمنا بمحروسة حمص حسن آغا مملوك ، وسائر الضباط من دالي باشا وآغة
__________________
(١) ورد هذا المقطع صفحة ٢ / ٧٢ و١ / ٧٣.