[وصف الدرعية]
ثم ثاني يوم درنا بالبلد. وهي بلدة صغيرة بها مياه وافرة داخل البلد. عماراتها من الحجر الأبيض ، تحتوي على سبعة آلاف نسمة ، أكثرهم من أقربائه وأتباعه ومدبريه وعقّاده ورؤساء عساكره ومن يلوذ به أيضا. ولا يوجد فيها سوق للبيع من نوع أكل وشرب ، بل كل واحد يأكل من بيته ، والغريب يضيفونه عندهم ويتسابقون عليه بالدعوات (١). وأما صنائعهم فحياكة الخام وشغل المشالح السود والبيض ، والدسمانات ، والزنانير المقلمات بأبيض وأحمر. وهناك أيضا دكاكين سيوفية وقندقلجية لأجل شغل التفنك. ودكاكين بياطرة ودكاكين صناع ١ / ١١٠ حوائج الجمال ومرجلات (٢) (؟) الخيل من لباد / لأنهم يصنعون كثيرا من اللباد (٣) في بلدهم.
مرؤتهم قليلة ، وليس لهم قوة للاستطاعة على الشغل والتعب ، بل إنهم يحبون الراحة وقلة العمل ويحبون أيضا الجمعيات والحديث الكثير ولو كان من غير فائدة ، فقط للحكي وتقطيع الوقت. نساؤهم لسن محسنات كثيرا ، وأكثرهن سمر غامقات ، والبيضاء كمثل السمراء في بلادنا ، يخرجن للطريق وهن مغطيات بمشالح سود إلى فوق رؤوسهن ، [واسعة
__________________
(١) «عزائم».
(٢) كتابة الكلمة غير واضحة ، ولعله يريد سروج أو مسروجات.
(٣) «لأن يشتغلوا لبابيد كثير».