مقدمة المحقق
رحلة فتح الله الصايغ إلى البادية
إن المؤلفات عن البادية وقبائلها وأحوالها وتقاليدها وعاداتها تكاد لا تحصى. وقد اهتم بهذا الموضوع الشيق الكثير من الباحثين العرب قديما وحديثا (١) ، وقام عدد من المستشرقين بدراسات ميدانية من اشهرهم بوركهارت وموسّيل وجوسّان. ولكننا إذا رجعنا إلى فهارس الكتب التي جاء فيها وصف لحياة البادية نكاد لا نجد ذكرا لرحلة قام بها شاب سوري يدعى فتح الله الصايغ (٢) ، ولد بحلب ، على ما يظهر سنة ١٧٩٠ ، وطالت سياحته عدة سنوات ، من الثامن عشر من شهر شباط سنة ١٨١٠ إلى صيف سنة ١٨١٤ ، تجول خلالها في بادية الشام وصحارى العراق والعجم وتجاوزها ، على ما يذكر ، إلى حدود إيران الشرقية حيث قابل الأمير سعد البخاري رئيس قبائل عرب الهند ، ثم قطع الحماد وزار الدّرعيّة ، عاصمة الوهابين يومئذ.
__________________
(١) من الكتبة المعاصرين نذكر : روكس بن زائد العزيزي ، قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية ، ٣ أجزاء ، عمان سنة ١٩٧٣ وما بعدها ؛ معلمة التراث الأردني ٥ أجزاء ، عمان ، سنة ١٩٨١ وما بعدها ؛ حمد الجاسر ، معجم القبائل المملكة العربية السعودية ، جزءان ، الرياض ، ١٩٨١ ؛ أحمد وصفي زكريّا ، عشائر الشام ، جزءان ، دمشق ، ١٩٤٧. عمر كحّالة ، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ، خمسة أجزاء. الغزّاوي ، عشائر العراق.
(٢) نكتب الصايغ ، كما جاء في مذكرات المؤلف.