[حلفة زواج في البادية]
ثم تفرقت القبائل من حدود بلاد حوران إلى شمالي حلب ، جميعها عصبة واحدة قولا وعملا والرأس عليهم هو الدريعي ، وبقينا بانتظار خلوص فصل الصيف حتى نتوجه إلى المشرق ونكمّل المقصود. وأثناء هذه المدة اتفق أن اجتمعت جملة قبائل على منزلتين كبيرتين الواحدة إلى جانب الأخرى ، بالقرب من حلب ، يقال لهما تل السلطان والمتنج. فكان من جملة القبائل الجربا ، ولأميرها فارس ولد [شاب] فاهتم بزواجه وأراد أن يأخذ له بنت بركز [برجس] ابن اهديب. فتاة جميلة جدا اسمها صبحة. فأتى عند الدريعي وترجاه أن يذهب معه حتى يطلبها على حسب عاداتهم. / فراح الدريعي وجملة مشائخ ورؤساء قبائل وبعض الكبراء سنا (١) ، وأنا من جملتهم لأجل المشاهدة (٢) لأننا ما كنا رأينا بعد عرسا منظوما. وكان بركز بعيدا عنا نحو ساعة من الزمن.
فركبنا جميعنا وكل منا لبس أفخر ما عنده ، وجاء العريس معنا إذ لا بد للعروس أن تراه. فإن أعجبها أعطت كلاما وإن لم يعجبها ما صار شغل مثل طرائق الإفرنج. وكان اسمه جراح ، وهو شاب عظيم حلو المنظر. فحين أقبلنا عليهم كان وصلهم الخبر ، فما خرج أحد
__________________
(١) «اختيارية».
(٢) «الفرجة».