[الحلف الأكبر]
ثم بعد ذلك كان مضى فصل الصيف ، وقربت أيام التوجه إلى نواحي المشرق. فأخذنا جميع لوازمنا من حماة وخرجنا نحن والدريعي وكامل كبار قبائلنا من حماة بكل عز وإكرام واجتمعنا مع عربنا وقصدنا التشريق على حسب العادة ، ولكننا دائما كنا لا نتخلى عن عشر (١) قبائل تكون معنا ، خوفا من رجوع الوهابيين علينا ، لأن هذا الأمر مشهور ، ويقال أن العرب لها ردّات. فرحنا ونزلنا في محل يقال له تل الذهب بالقرب من طبراق حلب. فهناك كانت نازلة عدة قبائل ، البعض منها كانت معنا وقبلت شروطنا ووضعت أختامها بالورقة. وهم أربعة مشايخ : فراس (٢) ابن عجيب ، شيخ قبيلة البشاكنة ، عشيرته تحتوي على خمس مئة بيت ، وأيضا قاسم الوكبان ، شيخ قبيلة الشمسي ، عشيرته تحتوي على ألف بيت ، كذلك سلامة النعسان ، شيخ قبيلة الفواعرة ، عشيرته تحتوي على ست مئة بيت ، وأيضا مهنا الصانع ، شيخ قبيلة الصّلبة ، عشيرته تحتوي على ثمان مئة بيت.
ثم رحلنا وتوجهنا رويدا رويدا إلى الزور ، وهناك توجهنا مع حبيبنا الأمير فحل الخليل شيخ قبيلة بني سعيد وهي تحتوي على اثني عشر ألف بيت. فحصل لنا غاية الإكرام
__________________
(١) «لا نتخلا من عشرة قبايل معنا» : المعنى غير واضح ، فهل يريد المؤلف معاشرة القبائل وصحبتها أو يريد عددا من القبائل ، وفي هذه الحالة يقتضي تذكير العدد ، بموجب قواعد النحو.
(٢) في مكان آخر : فارس.