والهدايا ، وقطعنا الفرات من عنده ودخلنا الجزيرة نحن وجملة قبائل. وتوجهت غير قبائل من المتحدة من قبلي نهر الفرات قاصدة الحماد وبرية (١) البصرة. وبعد قليل من الأيام وصلنا مكتوب للدريعي من الأمير فارس الجربا ، لأن المذكور لم يقطع الجزيرة معنا ولكنه ذهب مع جملة قبائل من أحبابنا على طريق الحماد. ومضمون الكتاب :
١ / ٩٤ نخبركم أن عدة قبائل من / ربع الوهابي قد انفصلوا عنه (٢) بعد أن فروّا عند حماة ، لا يلوون على أمر (٣) ، وهم الآن نازلون بالعباسية بالقرب من مسجد علي. وهي القبائل التالية : الفدعان ، السّبعة ، الفكاكا ، والمساعيد (٤) ، والسّلقا (٥) وبني وهب : ست قبائل كبيرة ، وقد بلغني أن لهم فكرا بالصلح والاتحاد معكم ، لأنهم كرهوا أحوال الوهابي وخصوصا بعد الذي جرى عليهم في هذه الأثناء أمام حماة ، فقطعوا أملهم من الوهابي ، والآن قد لانت أنفسهم إلى الصلح معكم ، فإن تحسن عندكم أن ترسلوا إلي عبد الله الخطيب ، وترسلوا معه بورقة الشروط وأنا أتوجه بنفسي (٦) معه إلى عندهم ، وإن شاء الله يأخذهم إلى طرفنا ويتم الصلح معهم ، وبذلك نزداد قوة جدا ونضعف عدونا. ولا تفكروا بأي خطر يقع لعبد الله ، نحن نكفله مالا ، ودمنا دمه ، [ونكفل] كل ما يجري عليه من الأمور المخالفة.
فاعتمد رأينا على ذلك ، لأنها فرحة عظيمة وعشائر مشهورة لا تقع بيدنا في كل وقت. فدبرت أحوالي وأخذت ورقة الشروط معي وتوكلت على الله تعالى وتوجهت. وكان بصحبتي خادم بدوي ، والشخص الذي أتى بالمكتوب للدريعي رجع معنا. وبعد ستة أيام وصلنا عند فارس ، وكان نازلا على القبيسة ، فرحب بنا ، وعمل لنا غاية الإكرام ، وتكلمنا بخصوص الصلح مع الفدعان وبقية القبائل. وفي اليوم الثاني أمر بالرحيل لنكون قريبين منها.
ولم نزل نرحل حتى لم يبق بيننا وبينها إلا مرحلة فقط. فكتب الأمير فارس مكتوبا إلى ضويحي ابن اغبين أمير الفدعان ، لأنه هو الأكبر بين القبائل المتقدم ذكرها ، وبينه وبين فارس قرابة
__________________
(١) «جول».
(٢) «قد فسخوا».
(٣) «بعد هجيجهم من على حماة».
(٤) المساعدة؟
(٥) «السلقة» : من العمارات ، من عنزة.
(٦) «بالأجر» ، يريد بالرجل.