[وفاة لاسكاريس والحجز على أوراقه]
فودعنا بعضنا وهو ذهب إلى دمياط ، ونحن رحنا إلى اللاذقية. وفي اليوم الثاني من وصولنا ، أول عمل قمت به أني حلقت لحيتي التي كان عمرها سبع سنوات ، ووضعتها بورقة وكنت أهدي منها كل محب أو محبة بعض شعرات ، حتى فرقّت لحيتي على كل أحبابي ، وجلست بكل راحة أتمتع بمشاهدة الإخوان ، إلى أن مضت الأشهر الثلاثة الموعودة ، ونويت ١ / ١٢٩ على السفر ، وكنت أترقب فرصة الذهاب إلى مصر / وإذ حضر مركب بيليك (١) فرنساوي من الاسكندرية ، وأخبرنا بوفاة المرحوم لاسكاريس في مدينة مصر بمرض الظلظارية (٢) فحين بلغني هذا الخبر المشؤوم ، لا يتصور أحد حالتي مما أصابني من الغم والحزن والكدر ، لأنني أولا كنت أحبه جدا وأصبح عندي مثل والدي ، ثانيا تأكدت أن سياحتنا خلال سبع سنوات (٣) وتعبنا ذهبت سدى من غير ثمرة ، ثالثا تيقنت أن أجرتي مدة سبع سنوات ، عن كل سنة ألف غرش ، بموجت الشرط الذي بيننا ، ما عدت أستفيد منها بمصرية واحد. فجلست باللاذقية حزينا مكسور القلب والخاطر. ثم بعد مدة أرسل الخواجه دروفيتي بمكتوب يطلب حضوري عنده ، لندبر مادة المرحوم لاسكاريس. ففرحت نوعا ما وبالحال ،
__________________
(١) brick ، سفينة.
(٢) كذا ويريد الظنطارية أو الزحار. والواقع أن لاسكاريس توفي سنة ١٨١٧ وقد يكون مات مسموما.
(٣) مدة الرحلة مبالغ بها لأن ابتداءها كان في ١٨ شباط ١٨١٠ ونهايتها بعد رجوع الصائغ من الدرعية أو بعد سفره مع لاسكاريس إلى استنبول أي شتاء سنة ١٨١٣.