[كبير أمراء عرب العجم]
وكان أخبرنا بعض العربان ، قبل رحيلنا ، أن في ديرة كرمان يوجد أمير عظيم من العرب يقال له الرّديني ابن خنكار ، رجل معروف من طوائف العرب والعجم ، لأن له صلة بحكّام بلاد كرمان وحتى مع الشاهات ، وهو دائما مقيم في بريّة كرمان مثل المحافظ لساحل بحر بوغاظ العجم. فقال الشيخ إبراهيم : نحن بحاجة لهذا الرجل ولا بدّ لنا منه ، لأن دربنا عليه وليس لنا غير طريق ، وإذا ما كان متحدا معنا ، فلربما يستطيع أن يمنعنا بوساطة الشاهات والعساكر ، أو يحصل اتفاق بينه وبين أعدائنا المعلومين سكان الهند (١). وعلى كل حال من الأصلح أن يكون متحدا معنا من أن نبقيه هكذا خارجا عنا ، ولكن كيف الطريقة. فقال الأمير هبش : ليس هناك إلا طريقة واحدة. فاعلموا أن الرديني لا شيء يفزعه على وجه الأرض غير الأمير سعد ، ولا يمكن أن يقبل رأي أحد أو يطيع لأحد ويتّحد مع أحد ، لأنه أولا جبار وليس بين العربان من هو أكثر تجبرا منه (٢) ، ثانيا عنيد ، ثالثا دموي. فهذا ما له طريقة إلا بوساطة الأمير سعد البخاري لا غير ، اللهم إلا إذا أردتم أن تتركوه وشأنه الآن إلى أن ١ / ١٠٢ تعودوا فيدبر الله الأمور. / فقال الشيخ إبراهيم : لا يمكنني أن أغادر هذه الديار وأبقي أميرا
__________________
(١) كذا والمعنى غير واضح ، فهل يريد الصائغ أن يقول : وبين أعدائنا الذين يعرفهم ساكنو الهند ، أو يريد أن يقول : وبين أعدائنا الذين يسكنون الهند ، أي الإنكليز؟.
(٢) «ما بين العربان أجبر منه».