وبعد الغداء حدثت خلوة كبيرة وقرأنا عليهم ورقة الشروط فأعجبت الجميع. وحالا وضع مهنا ختمه واسمه بالورقة وكذلك رؤساء الأربع قبائل الذين كانوا معه ، وهم ذرّاك ابن فخر ، شيخ قبيلة الجملان (١) ، عشيرته تحوي على مقدار ألف ومئتي بيت ، وأيضا جرّاح ابن معجل شيخ قبيلة الجهما ، عشيرته تحوي على نحو خمس مئة بيت ، وأيضا غالب ابن رمضون ، شيخ قبيلة البلاعيس (٢) ، عشيرته تحوي على ألف وأربع مئة بيت ، وأيضا فارس ابن نجد شيخ قبيلة المصاليخ (٣) ، عشيرته تحوي على مقدار ألفي بيت. فالجميع وضعوا ختومهم وأسماءهم وقبلوا بما شرط عليهم وأعطوا كلاما ثابتا وصار صلح على أتم المراد. فارتاح بالنا جدا من ذلك إذ لم يبق قبيلة في عربستان عدوة لنا بل الجميع اتحدوا معنا. ثم نزل سحن إلى حمص وفكّ ابن مهنا من الحبس وألبسه خلعة من المتسلم وحضر عندنا. وكذلك الشيخ عساف كشف على المادة وفهمها جيدا ، وعاتبنا لأننا لم نعرفه بنيتنا منذ البداية ، لأنه كان أسعفنا ببعض الأمور. ثم المذكور ودعنا ورجع إلى صدد.
__________________
(١) من العشائر الغنّامة المستقرة اليوم (وصفي زكريا ، عشائر الشام ، ج ٢ ، ص ٣٩ و١٥٤).
(٢) البلاعيس : فرع من الأشاجعة.
(٣) المصاليخ ، من ولد علي ، من عنزة.