ثم قال : يا حواء ، أنت التي غررت عبدي ، فإنك لا تحملين حملا إلّا حملته كرها ، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت.
وقال للحية : أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غرّ عبدي ، ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك فلا يكون لك رزق إلّا التراب ، وأنت عدوة بني آدم وهم أعداؤك حيثما لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه ، وحيث لقيك شدخ رأسك.
قيل لوهب :
وهل كانت الملائكة تأكل؟ قال : يفعل الله ما يشاء.
قال الكلبي :
ذكر لنا أن آدم لما سكن الجنّة حذر أكل الشجرة. فيقال ، والله أعلم : إنها شجرة يقال لها : شجرة العلم.
وقال مجاهد :
الشجرة التي أمر الله آدم أن لا يأكل منها : تينة.
وقال ابن عباس :
عنب.
وقال غيره :
حنطة شجرة البرّ ، والحنطة هي السنبلة.
قالوا :
وكان آدم وحواء في جوار الله ، وفي داره ليس لهما رب غيره ، ولا رقيب دونه ، يأكلان منها رغدا ، ويسكنان منها حيث شاءا وأحبا.
فأتاهما الشيطان في صورة غير صورته ، فقام عند باب الجنة فنادى حواء : يا حواء ، فأجابته هي وآدم فقال : ما أمركما به ربكما ، وما نهاكما عنه؟ قالا : أمرنا أن نأكل من شجر الفردوس كله غير هذه الشجرة التي في وسط الفردوس كيلا نموت.
قال إبليس : فإن الله قد علم أنكما لستما تموتان ، ولكن علم أنكما حين تأكلان من هذه الشجرة فتكونان ملكين يعلمان الخير والشر فحسدكما على ذلك ، وإنّي أقسم لكما ، يا آدم