أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال : «نعم» ، قال أبو زميل : ولو لا أنه طلب ذلك من النبي صلىاللهعليهوسلم ما أعطاه ذلك ، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلّا قال نعم [١٣٧٣٠].
قال أبو بكر (١) : رواه مسلم (٢) في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم ، وأحمد بن جعفر ، فهذا أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم بن الحجاج ، فأخرجه مسلم وتركه البخاري وكان لا يحتج في كتابه الصحيح بعكرمة بن عمار ، وقال : لم يكن عنده كتاب فاضطرب حديثه.
قال أبو بكر : وهذا الحديث في قصة أم حبيبة قد أجمع أهل المغازي على خلافه ، فإنهم لن يختلفوا في أن تزويج أم حبيبة كان قبل رجوع جعفر بن أبي طالب وأصحابه من أرض الحبشة ، وإنّما رجعوا زمن خيبر ، فتزويج أم حبيبة كان قبله ، وإسلام أبي سفيان بن حرب كان زمن الفتح ، فتح مكة ، بعد نكاحها بسنتين أو ثلاث ، فكيف يصح أن يكون تزويجها بمسألته؟ وإن كانت مسألته الأولى إياه وقعت في بعض حركاته (٣) إلى المدينة وهو كافر حين سمع نعي زوج أم حبيبة بأرض الحبشة ، والمسألة (٤) الثانية والثالثة وقعتا بعد إسلامه لا يحتمل إن كان الحديث محفوظا إلّا ذلك ، والله أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد (٥) ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا شبابة ، نا خارجة بن مصعب ، عن ابن السائب وهو الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في هذه الآية (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)(٦) قال : فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلىاللهعليهوسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين ، وصار معاوية خال المؤمنين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، إذنا ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو
__________________
(١) يعني أحمد بن الحسين البيهقي ، صاحب دلائل النبوة ، والسنن ، والحديث في سننه الكبرى ٧ / ١٤٠.
(٢) صحيح مسلم (٤٤) كتاب فضائل الصحابة ، (٤٠) باب ، رقم ٢٥٠١ (ج ٤ / ١٩٤٥).
(٣) كذا بالأصل ، والذي في السنن الكبرى : خرجاته.
(٤) من قوله : وإنما ... إلى هنا سقط من «ز».
(٥) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١١٦ في ترجمة محمد ابن السائب الكلبي ، وذكره بإسناد آخر في ترجمة خارجة بن مصعب ٣ / ٥٤.
(٦) سورة الممتحنة ، الآية : ٧.