غائبا في صلح الحديبية ، فاشدد العهد وزدنا في المدة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ولذلك قدمت يا أبا سفيان؟» قال : نعم (١) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فنحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية لا نغير ولا نبدل» ثم قام من عنده ، فدخل على ابنته [أم حبيبة](٢) ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم طوته دونه ، فقال : أرغبت بهذا الفراش عني أو بي عنه؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنت امرؤ نجس مشرك ، قال : يا بنية أقد أصابك بعدي شيء (٣)؟ قالت : هداني الله للإسلام ، وأنت يا أبة سيد قريش وكبيرها ، كيف يسقط عنك الدخول (٤) في الإسلام؟ وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر؟ قال : يا عجباه وهذا منك أيضا؟ أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمّد؟ ثم قام من عندها ، وذكر الحديث [١٣٧٣٤].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، عن الأسود بن عامر ، عن أبي هلال ، عن حميد بن هلال ، قال :
لما حضر عثمان أتته أم المؤمنين ، فجاء رجل فاطّلع في خدرها فجعل ينعتها للناس ، فقالت : ما له قطع الله يده ، وأبدى عورته ، قال : فدخل عليه داخل فضربه بالسيف ، فاتقى بيمينه فقطعها ، وانطلق هاربا آخذا إزاره بفيه أو بشماله باديا عورته.
[قال ابن عساكر :](٥) أم المؤمنين هذه هي أم حبيبة لأنها كانت معنية بأمر عثمان.
قرأت (٦) على أبي غالب أحمد بن علي ، أنا الحسن (٧).
وحدّثنا عمي ، أنا أبو طالب (٨) ، أنا الحسن قراءة.
أنا محمّد بن العباس ، أنا أبو الحسن الساجي ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن
__________________
(١) من قوله : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى هنا ليس في مغازي الواقدي ، ومكان الجملة فيها : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل كان قبلكم حدث؟ قال : معاذ الله وهذه الجملة مثبتة في «ز» ، وقد سقطت أيضا من المطبوعة.
(٢) الزيادة عن «ز» ، ومغازي الواقدي.
(٣) كذا ، وفي «ز» : شر ، وفي مغازي الواقدي ، لقد أصابك بعلمك شر!.
(٤) بالأصل و «ز» : دخول ، والمثبت عن المغازي.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
(٦) بالأصل : أخبرنا ، والمثبت عن «ز».
(٧) في «ز» : أبي محمد غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الحسن بن علي ح أنا الحسن.
(٨) بالأصل و «ز» : «أبو غالب».