قال ابن عبيدة : ونا ابن معاوية ، عن الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، عن الشعبي وقد اختلفا في اللفظ والمعنى واحد ، قال (١) :
قال لي مصعب يوما : إذا قمت فاتبعني ، فلما قام اتبعته حتى دخل الدار ، ثم مضى بي إلى باب حجرة فقال : مكانك يا شعبي ، فأقمت وألقيت لي وسادة ، فجلست عليها ، فلم ألبث أن فتح باب الحجرة ، فإذا قبالتي حجلة (٢) فيها مصعب وعائشة ، فقال لي مصعب : أتعرف هذه يا شعبي؟ قلت : نعم ، هذه سيدة نساء الناس ، هذه عائشة بنت طلحة ، قال : هذه ليلى (٣) :
وما زلت في ليلى لدن طرّ شاربي |
|
إلى اليوم أبدي إحنة (٤) وأداجن (٥) |
وأضمر في ليلى لقوم ضغينة |
|
وتضمر (٦) في ليلى عليّ الضغائن |
إذا شئت يا شعبي ، قال أبو بكر : وسمعت في غير هذا الحديث ، فقالت : تنصرف هكذا ، وقد رآني فأمرت له بحقّ (٧) حلي وثياب ، فانصرفت ومعي كارة قصار.
رجع إلى حديث ابن الخليل : فلما كان الغد دخلت المسجد ، فإذا مصعب على سريره ، فقال : ادن ، فدنوت منه ، فقال : كيف رأيت ذلك الإنسان ، قلت : أحسن الناس ، قال : ما أدخلناك إلّا لتخبر ، ـ وقال (٨) ابن ربيعة في حديثه : ما أدخلناك إلّا لمهانتك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش عنه ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا عون ، يعني ابن محمّد ، نا أبي ، عن الهيثم ، وهو ابن عدي ، نا ابن عياش ، عن الشعبي قال :
ونا أبو يعقوب الثقفي [نا](٩) عبد الملك بن عمير ، عن الشعبي قال :
__________________
(١) الخبر في الأغاني ٢ / ٣٧٩.
(٢) الحجلة بيت كالقبة ، يزين بالثياب والأسرة والستور.
(٣) البيتان لكثير عزّة وهما في ديوانه ص ٢٢٤ (ط. بيروت).
(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي الديوان : أخفي حبها.
(٥) بالأصل : «أواحن» ومثله في «ز» ، والمثبت عن الديوان ، وقوله : أداجن أداري وأحسن المداراة.
(٦) في الديوان : وأحمل ... وتحمل.
(٧) الحق بالضم هو علبة صغيرة منحوتة من الخشب أو العاج.
(٨) بالأصل و «ز» : وكان ، تحريف ، والمثبت عن المطبوعة.
(٩) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت لتقويم السند.