معمر حيث وجهه عبد الملك من الشام إلى أبي فديك ، وأمره أن ينتخب من أهل الكوفة ستة آلاف ، ومن أهل البصرة ستة آلاف فبنى بها بالحيرة.
قال ابن عياش : فحدّثني من شهد عرسه تلك الليلة أنه مهدت له فرش لم أر مثلها سبعة أذرع في عرض أربعة أذرع ، قال : فانصرف تلك الليلة عن سبع مرات ، قال : فلقيته مولاة له حين أصبح فقالت له : أبا حفص فديتك كملت في كل شيء حتى في هذا.
قال ابن عياش : فلما مات ناحت عليه قائمة ، ولم تنح على أحد منهم قائمة غيره ، وكانت العرب إذا ناحت المرأة على زوجها قائمة علموا أنها لا تزوّج بعده ، فقيل لها : يا عائشة ، والله ما صنعت هذا بأحد من أزواجك ، فقالت : إنه كان فيه خلال ثلاث (١) لم تكن في واحد منهم ، كان سيد بني تيم ، وكان أقرب القوم ، وأردت أن لا أتزوج بعده أبدا ، قال : فعلم أنّها كانت تؤثره على غيره.
أنبأنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، وأبو السرايا غنائم بن أحمد بن [الخضر بن](٢) أبي الوبر ، قالا : أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف العلاف ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو كريب ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن أبيه قال :
دخلت على عائشة بنت طلحة ، وكانت لا تحتجب من الرجال تجلس وتأذن كما يأذن الرجل ، فلقد رأتني دخلت عليها وهي منكبة (٣) ولو أنّ بعيرا أنيخ وراءها ما رئي.
قال ابن إسحاق : فتزوجها مصعب بن الزبير على مائة ألف دينار ، ثم تزوّجها ابن عمّ لها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، فأصدقها مائة ألف دينار.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي ، نا علي بن بكر ، أنا ابن (٤) الخليل ، أنا عمر بن عبيدة ، أنا هارون بن معروف ، نا ابن ربيعة ، عن السّدّي ، عن الشعبي.
__________________
(١) بالأصل : ثلاثة ، والمثبت عن «ز».
(٢) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن «ز».
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : متكئة.
(٤) بالأصل : أبي ، والمثبت عن «ز».