ما لم يخرقها ، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطّة» [١٣٧٢٠].
وكان سفيان صحّف اسم امرأة أبي عبيدة فقال : حفتة بالحاء.
قال سليمان بن عامر :
لما قدم عمر بن الخطاب الجابية ، جلس في أمر الناس والقضاء بينهم حتى إذا حان الانصراف فقال : قم يا أبا عبيدة نحو منزلك. فقال : مرحبا وأهلا بأمير المؤمنين ، وتقدّم إلى منزله ، فقال لأهله : هذا أمير المؤمنين ، ثم دخل عمر ، فقالت امرأة أبي عبيدة : مرحبا بك يا أمير المؤمنين وأهلا ، قال عمر : أفلانة؟ قالت : نعم يا أمير المؤمنين. قال عمر : أما والله لأسوءنّك ، قالت : إيّاي تعني يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم. والذي نفسي بيده لأسوءنّك ، قالت : والله ما تقدر على ذلك ، فقال عمر : لا! قالت : لا والله. فأشفق أبو عبيدة أن تبدر منه إليها بادرة ، فقال : بلى والله يا أمير المؤمنين ، إن شئت لتفعلنّ. فقالت : كلّا والله ما هو على ذلك بقادر. فقال عمر : لكأنك تدلّين! قالت : إنك لا تستطيع تسلبني الإسلام ، قال : لا والله. قالت : فو الله ما أبالي ما كان بعد ذلك. قال عمر : استغفر الله ، ثم سلّم. قال صفوان : فسألت سليمان بن عامر ما الذي أغضب عمر عليها؟ قال : بلغه أن امرأة طاعية الرّوم حين فتحت دمشق أهدت لها عقد خرز ولؤلؤ وشيء من ذهب ، لعلّه أن يساوي ثلاث مائة درهم. وقد روي أنه لما قدم عمر نزل على أبي عبيدة ، فخرجت بنت أبي عبيدة ، وهي جويرية من داخل إلى عمر ، فجعل عمر يسترسلها الكلام ، ما حليك؟ قالت : كذا وكذا ، قال عمر : حليك الذي تخرجين به؟ فسمعت أمّها من داخل البيت ، فقالت : كأنك تريد التاج ، نعم ، وقد أهدي له تاج ، فقسمه أبو عبيدة بين المسلمين ولم يجعل لنا منه شيئا.
٩٣١٨ ـ تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة (١) بن حصن (٢) بن ضمضم
ابن عديّ بن جناب بن هبل الكلبيّة زوج عبد الرّحمن بن عوف
من أهل دومة الجندل (٣) من أطراف دمشق ، سكنت المدينة ، وأدركت سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرّحمن الفقيه.
__________________
(١) ترجمتها في الإصابة ٤ / ٢٥٥.
(٢) في الإصابة ١ / ١٠٨ الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصين (حصن) بن ضمضم.
(٣) دومة الجندل : حصن وقرى بين الشام والمدينة ، على سبع مراحل من دمشق (معجم البلدان).