حججت مع سليمان بن عبد الملك ، فلما كان يوم النحر أراد أن يفيض (١) ، فأرسل إلى عمر بن عبد العزيز وإلى سالم بن عبد الله وإلى أبي بكر بن حزم ، وهو أمير على المدينة يومئذ ، فقال : إنّي أريد أن أفيض فأخبروني ما بلغكم عن الطيب اليوم؟ أتطيّب الآن قبل أن أفيض؟.
فقال سالم : أخبرني أبي عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال في خطبته يوم عرفة :
إذا رميتم الجمرة غدا ، إن شاء الله ، بسبع حصيات ، وذبح من كان عنده ذبح أو نحر ، فقد حلّ له ما حرم عليه إلّا الطّيب والنساء حتى يطوف بالبيت.
قال أبو بكر بن حزم : أخبرتني عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة ، خالتي ، أن عائشة قالت :
طيّبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة لحرمه قبل أن يحرم ، وطيبته بمنى قبل أن يفيض يوم النحر.
فقال سليمان بن عبد الملك حين رأى اختلافهم : ادعوا لي حسينة مرجّلة (٢) عبد الملك ابن مروان ، فسألها : ما صنع عبد الملك هذا اليوم؟ قالت : لم يمس طيبا. فقال : يا غلام أرسل حرسنا مع سالم يقلبه إلى منزله ، وأبى أن يمس الطيب.
وقيل :
إن اسمها سلافة. وقيل : إن اسمها حبيبة.
وزاد في ترجمة سلافة :
وروي حديث عائشة عن القاسم ، قال القاسم : فعجبت أني أخبره عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويسأل سلافة.
٩٣٢٥ ـ حميدة بنت عمر بن عبد الرّحمن بن عوف
ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة الزهرية
ذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتابه (٣) قال :
__________________
(١) فاض الناس من عرفات : دفعوا ، أو رجعوا أو أسرعوا منها إلى مكان آخر ، وكل دفعة : إفاضة (القاموس).
(٢) رجل رجلا ورجلته ترجيلا : سرحته ومشطته (تاج العروس : رجل).
(٣) الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١ / ٣٠.