الأزدي السياح ، قال : حدّثني عبدالواحد بن زيد ، قال :
« خرجت إلى مكة فبينما أنا بالطواف فإذا بجارية خماسية ، وهي متعلقة بستارة الكعبة وهي تخاطب جارية مثلها وهي تقول : إلاّ وحق المنتجب بالوصية الحاكم بالسوية الصحيح النية (١) زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا ، فقلت لها : يا جارية من صاحب هذه الصفة ؟ قالت : ذلك والله علم الأعلام وباب الأحكام وقسيم الجنّة والنار ، ربّاني الاُمّة ورياسي الأئمّة أخو النبي صلىاللهعليهوآله ووصيه وخليفته على اُمته (٢) ، ذاك مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقلت لها ياجارية بمَ يستحق علي عليهالسلام منك هذه الصفة ؟ قال : كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ولقد دخل يوماً على اُمّي وهي في خبائها وقد ركبني (٣) وأخا لي من الجدري ما ذهب به أبصارنا فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول :
ما أن تأوهت من شيء رزيت به |
|
كما تأوهت للاطفال في الصغر (٤) |
قد مات والدهم من كان يكفلهم |
|
في النائبات وفي الاسفار والحضر |
ثم أدنانا إليه ثم أمرّ يده المباركة على عينيّ وعين أخي ثم دعا بدعوات ثم شال يده فها أنا بأبي أنت والله أنظر إلى الجمل على فراسخ (٥) كل ذلك ببركته صلوات الله عليه ، قال : فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي ، فتبسمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف (٦) فنحن اليوم في كفالة أبي محمّد الحسن بن علي عليهالسلام.
ثم قالت : أتحب علياً ؟ قلت : أجل ، قالت : ابشر فقد استمسكت بالعروة التي لا انفصام لها ، ثم ولت وهي تقول :
ما بثّ حبّ عليّ ضمير فتى |
|
إلاّ له شهدت من ربّه النّعم |
ولا له قدم زلّ الزمان بها |
|
الاّ له ثبتت من بعدها قدم |
__________________
(١) في « م » : البينة. |
(٢) في « م » : في اُمّته. |
(٣) في « م » : ارتكبني. |
(٤) في « م » : بالصغر. |
(٥) في « م » : فرسخ. |
(٦) في « م » : أكرم خلف عن خير سلف. |