واليوم وبعد مرور هذه القرون ، في الوقت الذي نرى القبور تحت سطح الأرض أمتاراً ، ومع وجود هذا البناء الذي أقره الله تعالى وبشهادة الآية الكريمة السالفة (١) تضرب بالصواريخ الثقيلة والمدافع ، وتسلب ما فيها من مجوهرات وتحف وهدايا ثمينة ، وتحطّم الثريات والمرايا والزخارف ، وتُمطر أسماء أهل البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بوابلٍ من الرصاص والقذائف الصاروخية ، وتحرق المصاحف القديمة والكتب المخطوطة ، ويسرق البعض منها ؛ لتقدَّم هدايا إلى عالم الكفر والنفاق...
يا لها من فضيحة !
يا لها من مأساة !
يا لها من دليل ، عل أن الجنّة حق والنار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ، اُولئك ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ) (٢).
سلبتم حقوقهم ، وقطعتم الروؤس ، وسبيتم الذرّية وهم أحياء ، وتتجاوزون بهذه الصلافة على قبورهم ، يا لها من مصيبة !
أي شرع هذا الذي أنتم به تعملون ؟
وأي عقل به تفكرون ؟
وما بالكم كيف تحكمون ؟
___________________________________
١ ـ الكهف : ٢١.
٢ ـ الأحزاب : ٢٣.