وعلى الحِجر عند البيت الحرام مصابيح في غاية القوة والإنارة ، مسرجة ليلاً ونهاراً ، فما عدا مما بدى ؟
أيها القوم ، فإذا كان الأمر كما تزعمون ، وهو ليس كذلك : أنّ الصلاة إلى القبر أو القبور عظيمة وكبيرة ! فما بالكم إذا قيل : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، توجّهتم إلى الحجر من جهات ثلاث ، وخمس مرات في اليوم ؟!
وهذا يعني : أنّ الحديث باطل وموضوع ؛ لأنّ كل ما على وجه الأرض ، إمّا قبر أو مقبرة أو سيكون مقبرة.
عجيب أمركم أيها القوم !
كل هذه الأبينة والمآذن والقباب ، والزوّار من المشرق والمغرب ، ومن العرب والعجم ، لا ضير فيه !
ولكنّ الضير في مراقد الأئمة الهداة الميامين عليهمالسلام !!
لعمري ما أنصفتم إخوةً لكم يؤمنون بالله ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وبما أتاه.
تأمل ما جاء في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورّام : بيان زيارة القبور والدعاء للميت : زيارة القبور مستحبة على الجملة للتذكّر والاعتبار ، وزيارة قبور الأئمة عليهمالسلام مستحبة لأجل ما ورد من الأخبار في الحثّ على زيارة مشاهدهم وما في ذلك من الثواب.
قال أبوذرّ رضياللهعنه : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «
زُر القبور تذكّر به الآخرة ، واغسل الموتى فإنّ معالجته مثوبة وموعظة بليغة ، وصلِّ على الجنائز لعلّ ذلك أن يحزنك