كلِّه ؟ وكلام الصحافة والإذاعة والتلفزيون للدول تصور هذه الزيارة ، وتنشر صور مختلفة لهذا الحشد ، وتعليقات تخرج بخطوط عريضة :
زار الضيف صاحب الجلالة والسعادة نُصب الجندي المجهول ووضع باقة وردٍ في حفلٍ بهيج. وكل هذا للجندي المجهول... !
أمّا زيارتنا نحن لأبطالنا وقادتنا المعلومين الذين بذلوا مهجهم لبقاء الدين ورفعة المسلمين ، أمّا زيارتنا للأنبياء والرسل والأئمة الهداة الميامين ، والآباء والاُمَّهات فحرام يستوجب القتل ، والكفر والخروج عن دائرة الإسلام !
عن البراء قال : كنّا مع رسول الله عليهالسلام في جنازة ، فجلس على شفير القبر فبكى حت بلّ الثرى ، ثم قال : « يا إخواني ، لمثل هذا فأعِدّوا » (١).
مهلاً يا إخوة الإسلام ؛ لا تلفظوا الكلام من غير تأنٍّ واعتبار ، قال تعالى : ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢).
تعالَ معي أيّها القارئ العزيز لنتحاكم ، فاسمع واقرأ وشاهد ثمّ فكِّر واحكم بالعدل :
١ ـ هل يجوز أن تزوروا نصب الجندي المجهولَ ، وتُعظِّموا النارَ ؟
إنّ الذين يزورون الجندي المجهول الآن هم المُلوك والاُمراء والوزراءُ ، والناسُ على دين مُلوكِهم !
___________________________________
١ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٠٣.
٢ ـ ق : ١٨.