قال : « قد وقفت على قبور الأحبة فناديتها ».
فقيل له : فهل أجابتك ؟ قال « نعم ، قالت : إنّ خير الزاد التقوى ».
وفي وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لأبي ذرٍّ رضياللهعنه :
« زُرِ القبور تَذكُرْ بها الآخرة ، ولا تَزُرْها ليلاً ، وغَسِّل الموتىٰ يتحرك قلبك ، فإنّ الجسد الخاوي عِظة بليغة ، وصلِّ على الموتى فإنّ ذلك يُحزِنُكَ ، فإنّ الحزينَ في ظلّ الله » (١).
ووجد على قبرٍ مكتوباً :
مُقيمٌ إلى أنْ يبعَث اللهُ خَلقَهُ |
|
لِقاؤكَ لا يُرجى وأنتَ رقيبُ |
تَزيدُ بِلً في كلِّ يومٍ وليلةٍ |
|
وتُنسى كما تَبلى وأنتَ حبيبُ |
وجاء في الحديث المرفوع : « ما رأيت منظراً إلّا والقبر أفضع منه ».
وتأمّلوا في الأحاديث الشريفة :
ففي الصحاح المجمع عليها : أنّ عليّاً عليهالسلام مرّ بقبرين جديدين فقال :
« إنّهما ليُعذَّبان ، وما يُعذَّبان بكبير ، أمّا أحدهما فكان يغتاب الناس ، وأمّا الآخر فكان لا يتنزّه من البول » ودعا بجريدة رطبة فكسرها اثنتين ـ أو قال : دعا بجريدتين ـ ثم غرسهما في القبرين ـ وقال :
« أمّا إنّه سيهون من عذابهما ما دامتا رطبتين ».
وعن مجاهد : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ). الهُمَزَة : الطعّان في الناس ،
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٨ / ٣٨٥ ، طبعة المؤسسة.