« ماذا علىٰ من شَمَّ تربةَ أحمدٍ... » البيت (١).
وعن أنس بن مالك قال : لمّا فرغنا من دفن رسول الله صلىاللهعليهوآله أقبلت عَلَيَّ فاطمة فقالت : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا علىٰ وجه الرسول صلىاللهعليهوآله التراب ؟ ثمّ بكت ونادت :
« يا أبتاه ، من أجاب ربّاً دعاه ، يا أبتاه ، من ربّه ما أدناه ، يا أبتاه ، مَن ربّه ناداه ، يا أبتاه ، إلىٰ جبريل ننعاه ، يا أبتاه جنّة الفردوس مأواه... » (٢).
وامتداداً لرثائها عليهاالسلام لأبيها فقد روي أنّها رثته بعده بمقطوعات شعرية ، منها ما أكّده أبن عبد ربّه قال :
وقفت فاطمة عليهاالسلام علىٰ قبر أبيها صلىاللهعليهوآله فقالت :
قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثةُ |
|
|
|
لو كنت شاهدها لم تكثرِ الخُطُبُ |
|
إنّا فقدناك فقدَ الأرض وابلَها |
|
|
|
واختلَّ قومُك فَاشهَدهم وقد نكبوا |
|
وكلّ أهلٌ له قربىٰ ومنزلةٌ |
|
|
|
عند الإله علىٰ الأدنين مقترب |
|
أبدت رجالٌ لنا نجوىٰ صدورهُمُ |
|
|
|
لمّا مضيتَ وحالت دونَكَ التُرُب |
|
___________________________________
١ ـ أخبار الدول : ١ / ١٩٢.
٢ ـ اخرجه ابن عبد ربّه في العقد الفريد : ٣ / ١٩١.