أوردت هذه الخطبة لا لشيء ، وإنّما للموعظة والاعتبار وكفّ الأذى عن المؤمنين ، ومن لا يتّعظ بالموت والقبر وما بعده ، فهو في نوم عميق ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
فماذا أعددتم إن كنتم بالقبر تعترفون من عمل صالح ؟
ماذا أعددتم لـ « هول المطّلع ، وروعات الفزع ، واختلاف الأضلاع ، واستكاك الأسماع ، وظلمة اللحد ، وخيفة الوعد ، وغمّ الضريح ، وردم الصفيح ؟ ».
ما أعددتم لهذه غير طعنٍ واتّهامٍ وتكفير بكلمات : « زوّار القبور ، عبّاد القبور الكفرة ؟ ».
نحن لا نعبد إلّا اللهَ الواحدَ القهّار ، الذي لا إله إلّا هو رب العرش العظيم ، ذو الجلال والإكرام ، ملك الملوك ، مالك الملك ، الباقي الذي يفني كلّ شيءٍ ولا يفنى ، الذي ليس له شريك في الملك ولا عديل ، ولا خُلف لقوله ولا تبديل ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام ، الذي يحيي ويميت ، الحيّ القيوم الذي لا يموت ، باعث الخلائق أجمعين ، ليومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار ، هو العدل الذي لا يظلم أحداً مثقال ذرة ، الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
ونشهد ونقرّ أنّ الأنبياء والمرسلين حق ، وأنّ خاتِمهم وآخرهم نبينا وخيرة الخلق محمد المصطفى صلىاللهعليهوآله ، جاء بالحق وصدّق المرسلين ، ونشهد ونقرّ أنّ علياً وأولاده المعصومين الأئمة الهداة المهديين أولياؤه وأوصياؤه كما أرادهم الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ ما جاء به الوحي الأمين جبرائيل عليهالسلام حقّ وصدق وعدل ، وأنّ الله يبعث مَن في القبور...