« إستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي ».
الاستئذان من الله تعالى ، والإذن منه لا منّا ولا منكم.
فجاء الإذن بالقبول ، وجاء الأمر من الرسول صلىاللهعليهوآله : « فزوروا القبور ».
نعم ، لماذا تحرّمون زيارة القبور وهي بإذن الله ، وبأمر الرسول صلىاللهعليهوآله اُذِن لنا جميعاً بزيارتها ؟!
وفي الحديث الثاني :
كان النهي من رسول الله صلىاللهعليهوآله عن زيارة القبور ثم الأمر ، في قوله :
« فزوروها فإنّ في زيارتها تذكرة ».
وجاء في سننه في باب كراهية القعود على القبور : حدّثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، أخبرنا عيسى ، ثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن يزيد بن جابر ـ عن بسر بن عبيد الله ، قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : سمعت أبامرثد الغنوي يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها » (١).
نعم : ولا تصلّوا إليها...
فأين أنتم من الحجر « حجر إسماعيل عليهالسلام » ؟
أليس الحجر قبراً لإسماعيل واُمّه هاجر عليهماالسلام ؟!
أليس الحجر مقبرةً لسبعين نبياً من الأنبياء عليهمالسلام ! فلماذا تصلّون إليه من جهات ثلاث ؟ هل سمعتم أو قرأتم : أنّ أحداً منّا رَدَّ عليكم ذلك ، أو أنّ واحداً منّا مَن كفّر أحداً في ذلك بالصلاة إلى الحجر ، وهو مقبرة ؟!
___________________________________
١ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٢١٧ ، الحديث ٣٢٢٩.