عجباً ! الله تعالى يكرم الإنسان ويفضّله على كثيرٍ ممّن خلق تفضيلاً ، وبعض من يقيسون في حكمهم يخالفون الله تعالى وهو أحكم الحاكمين ، قال تعالى :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (١).
واستمع إلى ما روته عائشة في حديث لها : أنّ جبريل عليهالسلام قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله :
« إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، فقال صلىاللهعليهوآله :
كيف أقول لهم ؟ فقال : قل قولي :
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدِمِين منّا والمستأخِرِين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون » (٢).
هذا نصّ صريح ، وهو ما عليه جمع من العلماء ، والاجتهاد في مقابل النص لاتُقرّه شريعة الإسلام.
أمّا تحريم زيارة القبور والحكم بتكفير من يزورها فهو الآخر باطل لا يقرّه أحد من العلماء.
ماذا يقول ابن تيميّة المنكر للزيارة وأصحابه ومَن هم علىٰ مذهبه في حكم شيخ الإسلام الغزالي ، إذ يقول : إذا وقع بصره على حيطان المدينة دعا بهذا الدعاء : « اللهمّ هذا حرم رسولك صلىاللهعليهوآله فاجعله لي وقايةً من النار ،
___________________________________
١ ـ الإسراء : ٧٠.
٢ ـ صحيح مسلم : ٧ / ٤٤.