بقوله :
( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (١).
أزوره عارفاً بفضله ، ناهجاً منهجه ، مُقِرّاً معترفاً أنّه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، داعياً إلى الله تعالى لنيل شفاعته ، والعيش على ضوء شريعته وبركات سنّته ، حتّىٰ ألقىٰ الله تعالى وأنا مسلم محمدي.
أزوره لأنّه رسول الله وهو حجّة الله ، وهو برهان الله ، يستوجب التعظيم والتقدير حيّاً وميّتاً ، إنّ ما للنبيّ صلىاللهعليهوآله من قدسية وتعظيم ومقام وهو حي له وهو ميت.
وليس كما قال محمد بن عبد الوهاب : إنّ عصايَ هذه خير من محمد صلىاللهعليهوآله (٢).
وكما قال أيضاً :
أما آن لهذه الجيفة أن تُرفَع.
وقد أسلفنا كيف أنّ الله تعالى أمر كليمه موسى بن عمران عليهالسلام ، أن يُخرج رفاةَ يوسف الصدّيق عليهالسلام من البحر ويدفنه في بلاد الشام إكراماً وتعظيماً ، وقد جعل لمن يُدلّه عليه بما هو من الإعجاز عجوز ردّ عليها بصرها ، وأصلح رجليها ، وأعاد شبابها ، وضمن لها الجنّة مع موسى عليهالسلام.
ولم يكن يوسف عليهالسلام عند الله أعظم من محمد صلىاللهعليهوآله شأناً ، وقد اتخذه حبيباً وخاتِماً للأنبياء صلىاللهعليهوآله.
___________________________________
١ ـ الحشر : ٧.
٢ ـ الرسالة الثانية من رسائل الهدية السنية لابن تيمية : ٤٢.