عليهم جميعاً ، والباطل فيمن خالفهم.
محمد وآل محمدٍ ـ صلوات الله عليهم جميعاً ـ أحياء وأموات ، ومن خافهم من الأحياء والأموات لذا نرى التغيير والتزوير والحذف والإضافة ، والتأويل والتعليل ، وأمّا ما يخصّ الأموات ، فهذا يهدم وذا يبني ، وهذا يأمر وذا ينه ، فكم مرّة قام البناء على المشاهد ، وكم اُخرى هُدِم ؟
« وروى شيخنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضياللهعنه في أماليه قال : أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدّثنا محمد بن عبدالله ، قال : حدّثني محمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الرخجي ، قال : حدّثني أبي ، عن عمّه ( عمر بن فرج ) ، قال : أنفذني المتوكِّل في تخريب قبر الحسين عليهالسلام ، فصرت إلى الناحية ، فأمرنا بالبقر يُمَرُّ بها على القبور فمرّت عليها كلّها ، فلمّا بلغت قبر الحسين عليهالسلام لم تمرّ عليه.
قال عمّي عمر بن فرج : فأخذت العصا بيدي ، فما زلت أضربها حتى انكسرت العصا بيدي ، والله ما جازت على قبره ، وكان هذا الرجل شديد الانحراف عن آل محمدٍ صلىاللهعليهوآله » (١).
تأمّل أخي القارئ العزيز : البقر حيوان طالما يستعمل للحراثة في ما مضى وحاضراً ، ولا يميّز في عمله ، فما الذي منعه من عدم الجواز على قبر الحسين عليهالسلام ، ولم يمنعه من الجواز على بقية القبور ، غير الحكمة ، وبيان ما للحسين عليهالسلام من المقام ؟!
لماذا يتحمّل الضرب بالعصا ، وحتى تنكسر العِصِيّ ؟! فلو أنَّ إنساناً وقع تحت التعذيب ما كان ليصبر ، فما السِّر ؟ وما الحكمة من ذلك غير أنَّه ليُري الطغاة أنَّهم على خطأ ، وأنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع ؟!
___________________________________
١ ـ تسلية المجالس : ٢ / ٤٧٥ ، وأمالي الطوسي : ٣٢٥ ح ٦٥٢ ، عنه البحار : ٤٥ / ٣٩٨ ح ٨.