بعدهم صلوات الله عليهم ؟ ولِمَ اُدِعَ السجنَ الإمام الكاظمُ والعسكري صلوات الله عليهما ثمَّ دُسَّ إليهما السُمَّ ؟
وأمّا المتوكِّل المتجاهر بقبيح المعاملة ووزيره ـ عليهما لعائن الله ـ هو الآخر دليلٌ لا ينكر وحجة عليهم في الدنيا والآخرة ، وهو الآخر كما كان سبباً في بيان فضل الحسين وأهل البيت عليهمالسلام ، « فأمر بتخريب قبر الحسين عليهالسلام وقبور أصحابه ، وكرب مواضعها ، وأجرى الماء عليها ، ومنع الزوار عن زيارتها ، وأقام الرصد ، وشدَّد في ذلك ، حتى كان يقتل من يوجد زائراً ، وولّىٰ ذلك رجلاً كان أصله يهوديّاً » ، كما أسلفنا ذكره آنفاً.
فالرشيد كرب القبر الشريف وهدم ما عليه من بناء ، ولم يحصل إلّا على الخيبة والخسران ، ولم يتّعظ مَن جاء بعده... .
والمتوكِّل كرب القبر الشريف ، وفعل ما فعل ، ولم يحصل إلّا على الخيبة والخسران ، ولم يتّعظ مَن جاء بعده... .
وسيأتيك الدليل.
« قام بأمره بعده ابنه المنتصر ، فعطف على آل أبي طالب ، وأحسن إليهم ، وفرّق فيهم الأموال ، وأعاد القبور في أيّامه ، إلى أن خرج الداعيان : الحسن ومحمد ابنا زيد بن الحسن ، فأمر محمد بعمارة المشهدين : مشهد أمير المؤمنين ، ومشهد أبي عبدالله عليهمالسلام ، وأمر بالبناء عليهما ، وبعد ذلك زِيدَ فيهما ، وبلغ عضد الدولة بن بويه رحمهالله الغاية في تعظيمهما ، والأوقاف عليهما ، وكان رضياللهعنه يزورهما كلّ سنة » (١).
الصراع قائم ـ كما أسلفنا ـ بين الحقّ والباطل ، وسيبقى حتى ظهور صاحب العصر والزمان عليهالسلام ، والحقّ متمثّل بمحمدٍ وآل محمدٍ صلوات الله
___________________________________
١ ـ تسلية المجالس : ٢ / ٤٧٤.