في الصحاح والمسانيد والكتب والأسفار ، وإلى يومنا هذا.
لقد ظنّ بنو اُميّة أنّهم سيُميتوا الوحي بقتلهم الحسين ، وسيُخمدوا جذوة الدين ، وسيُعيدوا المسلمين إلىٰ الوراء ، ولكن خابت ظنونهم ، وهكذا ظنّ من جاء بعدهم.
فالدين باقٍ ما بقي الليل والنهار ، حيث لجؤوا إلى قبر الحسين عليهالسلام ، حين رأوا أنَّ هناك من يزوره ، ويجدد العهد معه ، فعملوا على طمس معالمه ورفع آثاره ، وامتدّت الأيادي الأثيمة إلى قتل الأئمة الهداة الميامين سُمّاً ، ومع هذا خابت الظنون ، وباءت المحاولات بالفشل ، وبقي الدين حيّاً يقارع الباطل.
وأمّا بنو العباس : فما فعلوه فهو يضاهي أضعاف أضعاف ما عمله بنو اُميّة ومن غير اتّعاظ ، فهم كسابقيهم باؤوا بالفشل الذريع أيضاً ، وهكذا من جاء بعدهم ومن يجيء ليبوء بالفشل.
فالرشيد ـ عليه لعائن الله تعالى ـ خرّب القبر الشريف ، وقطع السدرة التي كانت نابتة عند مرقده الطاهر للاستدلال على القبر الشريف ، وكرب موضع القبر ، فهل اندرس القبر وضاعت معالمه ؟ وهل انتقص شيء ممّا عليه الحسين من الجاه الوجيه والمقام الجليل ؟
قطعاً لا ، وألف لا ، فقد زاد رسوخاً في القلوب والأذهان ، وباتت حقيقة الأعداء الحاقدين على الإسلام والحاسدين لسيد شباب أهل الجنّة أكثر فأكثر ، حيث جعل الإسلام كرامةً له ميتاً ككرامته حيّاً ، وإعرض عن الذين في قلوبهم مرض ، إلى يومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار.
وإنَّ ما حصل في زمن المأمون وغيره ليس
إلّا تغظيةً لِما حدَث ، لا من قبيل الاعتراف بالحقِّ والحقيقة ، وإلّا لِمَ سُمَّ الرضا والجواد ومن جاء